الذين اخترعوا الحرب على العراق وموّلوا تدميره الشامل هم انفسهم الذين يعرضون هذه الايام في «العربية والجزيرة» ومضة مدفوعة الاجر تقول «حي على العراق... العراق الحر... عراق الأمل».. يا أبناء.. العم سام، كيف تجرؤون وقبل قليل كنا نشاهد نشرات الانباء تبث الدخان في كل بيت والحرائق تلفح عيوننا ورائحة شواء البشر تدمي قلوبنا... قبل قليل في نشراتكم كم رأينا الخيانة في القصور والاحرار في الزنازين... قبل قليل رأينا الكذابين الاقوياء يلعبون «القولف» خلف المحيطات ورأينا اطفال العراق يموتون في حضن امهات ممزقات.. احيي العراق الحر من الكرامة والحرية ورغيف الخبز... احيي عراق الأمل وعساكر المحتلين يروثون في مراكز السيادة... حي على العراق الذي لم يعد عراق العرب... حي على العراق الذي ألبسوه العلم الاسرائىلي وعذّبوا رجاله وهتكوا عرض نسائه بمساعدة ابناء العم وابناء بن عمّو... تحت عنوان خوصصة التعذيب. من يعرف ليل بغداد يدرك معنى الظلام الذي جاء به الظلمة تحت لافتة التحرير... «حي عراق الامل»... اي امل هذا الذي صادروه لسنوات قادمة اي امل في مسؤول يدل المحتل على البيوت الخالية الا من اليأس ليقصفها ويخلط اللحم المفروم بالشراب... اي راع هذا الذي يسوق رعيته الى المسالخ.. اي امل في بلد ليس فيه امان... مدارسه مغلقة وجامعاته الشامخة خالية وعلماؤه يغتالون ومستشفياته لا تقبل الا الجثث.. اي امل يمشي الخائن فيه مزهوا ويتحول فيه الاحرار الى اشباح... من دفع ثمن هذه الومضة هو نفسه الذي دفع ثمن الرصاصة التي تقتل العراقي... من دفع ثمن هذه الومضة هو نفسه الذي زوّد الطائرات المغيرة بالكيروزين... لقد امتلأت عيوننا بصور الدمار والظلم والقهر وان كانت هذه الومضة قادرة على تطهير ضمائرهم فإنها لن تغسل عيوننا من صور ادمت قلوبنا... واذا كان لنا ان نحيي العراق عراق الحرية... عراق الأمل... فعلينا ان نصبر ونصابر... الى ان يحين وقت التحية والاجلال.. فاليوم كل شيء مؤقت في العراق ولن يطول الانتظار..