يشهد الكونغرس الأمريكي تزايد معارضة أعضائه الديمقراطيين لإرسال مزيد من القوات الأمريكية إلى أفغانستان فيما قال الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس أول أمس إن الولاياتالمتحدة لا تملك ما يكفي من القوات والمال لبقاء طويل الأمد في أفغانستان. وقال غيبس ان المشاورات لا تزال مستمرة في البيت الابيض والبنتاغون حول اعادة تقييم الاستراتيجية الامريكية في افغانستان مشيرا الى أن تقارير اخرى ستصل تباعا في الأسابيع القليلة المقبلة وأن «الرئيس (باراك اوباما) سيتخذ قراره بناء على ما يعتقد انه الافضل في مصلحة هذا البلد». وحول ما إذا كان الرئيس أوباما يعتقد بضرورة ان يكون هناك استراتيجية مخرج في وقت ما من افغانستان قال غيبس «ان الرئيس يعتقد منذ تسلمه مهامه الرئاسية انه لا يوجد حل عسكري لوحده في افغانستان. لا نملك القوات او المال لكي نبقى هناك بشكل دائم». مدعيا ان الهدف الامريكي هو بناء ديمقراطية في افغانستان. واعتبرت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي أن الرئيس باراك أوباما قد يواجه معارضة إن قرر الاستجابة إلى توصية متوقعة من قائد قوات الاحتلال الأمريكي في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال بطلب قوات إضافية قد تصل إلى 45 ألف جندي. وقالت بيلوسي في مؤتمرها الصحفي الأسبوعي أمس الأول «لا اعتقد أن هنالك دعماً قوياً في واشنطن والكونغرس لمسألة إرسال المزيد من الجيوش الأمريكية إلى أفغانستان»، مؤكدة أنها كانت تأمل بأن يصدر عن البيت الأبيض خلال الأسبوعين المقبلين تقرير يظهر مدى النجاح الذي حققته استراتيجية حكومة أوباما خلال الستة أشهر الماضية في أفغانستان. وقد انضم إلى بيلوسي رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ كارل ليفين معلنا معارضته لإرسال مزيد من الجنود الأمريكيين إلى أفغانستان حتى تسرّع الولاياتالمتحدة عملية تدريبها وتسليحها لقوات الأمن الأفغانية. ويتزامن تصاعد معارضة الديمقراطيين في الكونغرس لخطط البيت الأبيض ووزارة الدفاع (البنتاغون) زيادة قواتها في أفغانستان مع تصاعد عدم شعبية الحرب على أفغانستان في أوساط الراي العام الأمريكي، والذي ينعكس في تصريحات أعضاء الكونغرس الديمقراطيين. وقال ليفين «أعتقد أنه علينا تأجيل مسألة إرسال مزيد من الجنود إلى أفغانستان إلى حين تصبح هذه الجيوش جاهزة لتعزيز قوات الأمن الأفغانية»، مشيرا إلى انه يجب معرفة أن ثمة اختلافاً بسيطاً، في عمليات مكافحة المسلحين، بين المدرّبين وقوات الدعم وقوات المكافحة. واعتبر ليفين أن على حكومة أوباما وضع خطة من أجل فصل المسلحين الصغار عن الرؤوس المدبرة والقادة في حركة طالبان.