ايداع 9 من عناصرها السجن.. تفكيك شبكة معقدة وخطيرة مختصة في تنظيم عمليات "الحرقة"    الرابطة الثانية (ج 7 ايابا)    قبل نهائي رابطة الأبطال..«كولر» يُحذّر من الترجي والأهلي يحشد الجمهور    أسير الفلسطيني يفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية    حادث مرور مروع ينهي حياة شاب وفتاة..    حالة الطقس لهذه الليلة..    أولا وأخيرا: لا تقرأ لا تكتب    افتتاح الدورة السابعة للأيام الرومانية بالجم تيسدروس    إيران تحظر بث مسلسل 'الحشاشين' المصري.. السبب    إنتخابات جامعة كرة القدم: إعادة النظر في قائمتي التلمساني وتقيّة    بسبب القمصان.. اتحاد الجزائر يرفض مواجهة نهضة بركان    البنك التونسي للتضامن يحدث خط تمويل بقيمة 10 مليون دينار لفائدة مربي الماشية [فيديو]    بين قصر هلال وبنّان: براكاج ورشق سيارات بالحجارة والحرس يُحدّد هوية المنحرفين    نابل: إقبال هام على خدمات قافلة صحية متعددة الاختصاصات بمركز الصحة الأساسية بالشريفات[فيديو]    الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع "حماس"    بطولة المانيا : ليفركوزن يتعادل مع شتوتغارت ويحافظ على سجله خاليا من الهزائم    تونس تترأس الجمعية الأفريقية للأمراض الجلدية والتناسلية    المعهد التونسي للقدرة التنافسية: تخصيص الدين لتمويل النمو هو وحده القادر على ضمان استدامة الدين العمومي    2024 اريانة: الدورة الرابعة لمهرجان المناهل التراثية بالمنيهلة من 1 إلى 4 ماي    مشروع المسلخ البلدي العصري بسليانة معطّل ...التفاصيل    عميد المحامين يدعو وزارة العدل إلى تفعيل إجراءات التقاضي الإلكتروني    انطلاق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قابس سينما فن    بودربالة يجدد التأكيد على موقف تونس الثابث من القضية الفلسطينية    الكاف: قاعة الكوفيد ملقاة على الطريق    استغلال منظومة المواعيد عن بعد بين مستشفى قبلي ومستشفى الهادي شاكر بصفاقس    الدورة الثانية من "معرض بنزرت للفلاحة" تستقطب اكثر من 5 الاف زائر    تسجيل طلب كبير على الوجهة التونسية من السائح الأوروبي    بطولة مدريد للتنس : الكشف عن موعد مباراة أنس جابر و أوستابينكو    جمعية "ياسين" تنظم برنامجا ترفيهيا خلال العطلة الصيفية لفائدة 20 شابا من المصابين بطيف التوحد    جدل حول شراء أضحية العيد..منظمة إرشاد المستهلك توضح    تونس تحتل المرتبة الثانية عالميا في إنتاج زيت الزيتون    الأهلي يتقدم بطلب إلى السلطات المصرية بخصوص مباراة الترجي    كلاسيكو النجم والإفريقي: التشكيلتان المحتملتان    عاجل/ الرصد الجوي يحذر في نشرة خاصة..    اليوم.. انقطاع الكهرباء بهذه المناطق من البلاد    فضيحة/ تحقيق يهز صناعة المياه.. قوارير شركة شهيرة ملوثة "بالبراز"..!!    وزير السياحة: 80 رحلة بحرية نحو الوجهة التونسية ووفود 220 ألف سائح..    عاجل/ مذكرات توقيف دولية تطال نتنياهو وقيادات إسرائيلية..نقاش وقلق كبير..    ليبيا ضمن أخطر دول العالم لسنة 2024    بمشاركة ليبية.. افتتاح مهرجان الشعر والفروسية بتطاوين    بن عروس: انتفاع قرابة 200 شخص بالمحمدية بخدمات قافلة طبيّة متعددة الاختصاصات    برنامج الدورة 28 لأيام الابداع الادبي بزغوان    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    الإتحاد العام لطلبة تونس يدعو مناضليه إلى تنظيم تظاهرات تضامنا مع الشعب الفلسطيني    8 شهداء وعشرات الجرحى في قصف لقوات الاحتلال على النصيرات    مدنين: وزير الصحة يؤكد دعم الوزارة لبرامج التّكوين والعلاج والوقاية من الاعتلالات القلبية    الكاف: إصابة شخصيْن جرّاء انقلاب سيارة    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    وزير الخارجية يعلن عن فتح خط جوي مباشر بين تونس و دوالا الكاميرونية    السيناتورة الإيطالية ستيفانيا كراكسي تزور تونس الأسبوع القادم    بنسبة خيالية.. السودان تتصدر الدول العربية من حيث ارتفاع نسبة التصخم !    تألق تونسي جديد في مجال البحث العلمي في اختصاص أمراض وجراحة الأذن والحنجرة والرّقبة    منوبة: تفكيك شبكة دعارة والإحتفاظ ب5 فتيات    مقتل 13 شخصا وإصابة 354 آخرين في حوادث مختلفة خلال ال 24 ساعة الأخيرة    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متى ينتهي «شهر العسل» بين أوباما والأمريكيين؟
بعد أسبوع من دخوله البيت الأبيض:
نشر في الصباح يوم 29 - 01 - 2009

أمام أوباما عامان على الأقل لبدء تصحيح الأوضاع وتنفيذ الوعود التي قطعها
مقايضة الأمن بالديمقراطية.. شعار استراتيجية أوباما الشرق أوسطية
تعيينات الرئيس الجديد لموظفي البيت الأبيض تؤكد أنه تعلّم الدرس من إخفاقات بوش في التعامل مع الكونغرس
الرأي العام الأمريكي وأعضاء الحزب الديمقراطي لن يقبلوا بأي تأخير في جدول الخروج من العراق
" كان هذا مقررا أن يحدث منذ فترة طويلة لكن الليلة ونتيجة لما فعلناه اليوم... في هذه اللحظة أتى التغيير إلى أمريكا "
كانت هذه أولى العبارات التي قالها باراك حسين أوباما بمجرد ظهور نتيجة الانتخابات التي فاز بها في نوفمبر الماضي أمام المرشح الجمهوري جون ماكين... اليوم باراك أوباما هو رئيس أمريكا الجديد.. الرئيس الذي أسال الكثير من الحبر منذ إعلان ترشحه لمنصب الرئاسة وهو أيضا الرئيس الذي لم يحظ من سبقه من الرؤساء خلال الأربع عقود الماضية بمثل هذا الاهتمام ليس فقط محليا وإنما دوليا أيضا فمنذ مقتل الرئيس جون كينيدي عام 1964 لم ينل زعيم سياسي أمريكي ما ناله أوباما من تفاؤل وحسن استقبال وانتظارات كما أن الألقاب التي أسندت إليه من قبيل "هدية العالم لأمريكا" - "ماكينة الأحلام" - "النجم الساطع" - "النجم فوق العادة" - "يد التاريخ" لم تسند لغيره ولعل حفل التنصيب الذي أقيم له في العشرين من شهر جانفي الجاري لأكبر دليل على أن أمريكا والعالم ينظرون إليه ك"منقذ" وينتظرون منه التغيير الذي طالما وعد به سواء في خطاباته خلال الحملة الانتخابية أو تلك التي أعقبت فوزه ولا سيما خطابه الأخير في حفل التنصيب الذي عكس حقيقة أن هذا الزعيم الأسمر المتأثر أيما تأثير بالرئيس السادس عشر للولايات المتحدة أبراهام لينكون يمتلك قدرات بلاغية ملفتة يحكم من خلالها التأثير على المتلقي والنفاذ إلى عقله عبر تلك الشعارات التفاؤلية التي أطلقها وعبر تركيزه على مصطلحات بعينها ك" الحلم " و"التغيير" و"نعم يمكننا" ولكن رغم فسحة الأمل التي يصر باراك على تمريرها في خطاباته.. هل سيكون قادرا على الإيفاء- ولو نسبيا- بوعوده الكثيرة خصوصا وأن سلفه خلّف له إرثا ثقيلا من المسائل العالقة محليا ودوليا؟
... في حقيقة الأمر لا أحد بإمكانه التكهن بما تخفيه الأيام القادمة لرئيس شاب.. متحمّس قال في حفل تنصيبه: "آمل أن ما سأقدمه هو طريقة التفاعل مع أشخاص ليسوا مثلك ولا يتفقون معك... وهذا سيغير مزاجنا السياسي".
في محاولة لاستشراف الخطوط العريضة لسياسة باراك حسين أوباما أعد " تقرير واشنطن" جملة من الملفات المهمة ترصد جوانب مختلفة لملامح السياسة التي من المنتظر أن ينتهجها أوباما وفيما يلي ملخص لأهم الملفات
متى ينتهي شهر العسل بين أوباما والأمريكيين ؟
يوم تنصيب أوباما رئيسا يوم مميز - كما يقول التقرير- ليس لأن بطله هو أول رئيس أسود سيمكث في البيت الأبيض 4 سنوات قد تمتد لتصبح ثمانية وإنما تميّزه ينبع من اللحظة التي تعيشها الولايات المتحدة.. لحظة أزمة بكل المقاييس وتحديات جسام على الصعيدين المحلي والعالمي سوف يتعين على الرئيس الجديد التعامل معها بحيطة وذكاء.
فعلى الصعيد الداخلي تعاني أمريكا أسوأ أزمة تعصف باقتصاد القوة الأكبر في العالم وتهدد وضعها الدولي باعتبارها المسيطرة على مقاليد الأمور في النظام العالمي.
أما على المستوى الخارجي فبعد ثماني سنوات عجاف عاشتها الولايات المتحدة تحت قيادة جورج بوش الابن والذي رأى 68% من الأمريكيين أنها كانت حقبة فاشلة لم تحصد خلالها أمريكا سوى كراهية غالبية شعوب العالم عامة والعالم الإسلامي خاصة بعد حرب شعواء - بلا هدف محدد وبلا مدى زمني معيّن- في كل من العراق وأفغانستان سوف تظل تعاني من آثارها في المستقبل حتى يتمكن الرئيس الجديد من إيجاد إستراتيجية ملائمة لتسوية الأوضاع في هاتين الدولتين والخروج من هناك وتحسين صورة الولايات المتحدة التي تسببت سياسات إدارة بوش في تدهورها بشكل غير مسبوق.
يستند التقرير إلى مقال صدر في صحيفة "نيويورك تايمز" للكاتب "آدم ناغورني" يشير فيه إلى أنه يجب عدم الإفراط في التفاؤل بأن هناك حلولا سحرية سوف تطبق في الحال قد تنهي حالة الأزمة التي تعيشها أمريكا واستشهد في هذا الإطار بنبرة الخطاب الهادئة التي اتسمت بها كلمات أوباما التي ألقاها قبل تنصيبه بساعات قليلة الأمر الذي ينم عن الحذر الشديد من جانبه في بداية عهده الرئاسي.. وأشار الكاتب إلى أنه إذا كان منطقيا أن يحظى الرئيس الآن ببعض الوقت أو ما يسميه الأمريكيون فترة شهر العسل فإن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه هو: كم من الوقت سوف يسمح به الشعب الأمريكي للرئيس الجديد ليتمكن من تحويل دفة الأمور وإعادة الولايات المتحدة إلى المسار الصحيح؟ ويشير "ناغورني" إلى محاولات المستشارين المحيطين بأوباما التأكيد على أن مواجهة هذه التحديات سوف يحتاج إلى وقت كثير وساق الكاتب في مقاله نتائج استطلاع أجرته شبكة CBS الإخبارية مؤخرا أكد غالبية المستطلعين أن أوباما سوف يحتاج إلى مهلة لن تقل عن العامين من أجل تصحيح الأوضاع وتنفيذ الوعود التي قطعها ومن أهمها تحسين الأوضاع الاقتصادية وتوسيع مظلة الرعاية الصحية وإنهاء الحرب في العراق.
وأورد المقال أيضا عددا من التحليلات التي تشير إلى الكيفية التي يمكن من خلالها أن يكتسب أوباما المزيد من الوقت عبر التغيير في لهجة الخطاب وتغيير في الأولويات فلديه متسع من الوقت للتعامل مع معضلة الاقتصاد وأيضا متسع من الوقت للتعامل مع موضوع الرعاية الصحية لكن لن يكون مسموحا له بأي تأخير في التعاطي مع مواضيع أخرى وعلى رأسها سحب الجنود الأمريكيين من العراق خلال 16 شهرا طبقا للجدول الزمني الذي طرحه أثناء حملته الانتخابية فالرأي العام الأمريكي بصفة عامة وغالبية أعضاء الحزب الديمقراطي لن يقبلوا بأي تأخير في هذا الجانب.
كيف يواجه أوباما الأزمة المالية؟
حول هذا الموضوع ورد في تقرير واشنطن أن هاجس الأزمة المالية وكيفية مواجهتها سوف يكون الشغل الشاغل لباراك أوباما ذلك أن تداعيات الأزمة امتدت إلى القطاعات الحيوية كان آخرها قطاع صناعة السيارات مما دفع الكونغرس إلى سرعة التحرك لإنقاذ هذه الصناعة الإستراتيجية ولمجابهة هذا الوضع شكل الرئيس الجديد فريقا اقتصاديا حرص على اختياره بعناية شديدة وقد اختار أوباما "تيم غايتر" رئيس بنك الاحتياط الفدرالي في ولاية نيويورك وزيرا للخزانة و"لورانس سامرز" - الذي عمل وزيرا للخزانة في عهد الرئيس الأسبق "بيل كلينتون" - رئيسا للمجلس الاقتصادي القومي كما سمى أوباما أيضا بعض الأفراد - الذين شكلوا قوام فريقه الاقتصادي في الحملة الانتخابية - ضمن مستشاريه الاقتصاديين ككريستينا رومز في منصب رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين التابع للرئيس وملودي بارتز في منصب مدير مجلس السياسة الداخلية في البيت الأبيض.
ومما جاء في التقرير أن الأمر الذي يشغل أوباما في الوقت الحالي - في سياق مواجهته للأزمة - هو كيفية توفير الأموال اللازمة لتطبيق خطة الدعم التي قدمتها إدارة بوش والتي من شانها إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه في الاقتصاد الأمريكي وتحفيز نموه وخلق مزيد من الوظائف وهو ما وعد أوباما الأمريكيين بتوفيرها بعد توليه زمام الحكم
خطط طموحة.. لكن هل تنجح؟
خطط الحوافز الجديدة التي اقترحها الرئيس المنتخب في محاولة منه لإعادة الانتعاش إلى اقتصاد أمريكا والتي تهدف إلى خلق 2,5 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2011 وهو - أي أوباما - يعتبر فترة العامين كافية لمواجهة التحديات التي تعصف بالاقتصاد الأمريكي والتي تمثلت في فقدان أكثر من 1,5 مليون أمريكي وظائفهم مع إمكانية فقدان المزيد في العام القادم.
ويعرض التقرير آراء بعض الخبراء الاقتصاديين في هذه الخطط الجديدة وإمكانية أن تقدم وصفة فاعلة لانقاذ الاقتصاد حيث أكد "لاكشان أشتام" مدير معهد السلسلة الاقتصادية للأبحاث على أن خطط الحكومة الهادفة إلى خلق وظائف جديدة من خلال دعم وتمويل الكثير من المشاريع لن يحل المشكلة ولكن هناك عنصرين يجب أن يتم وضعها في الحسبان أولهما أنه يتعين توسيع المزايا التي يحصل عليها العاطلون عن العمل وهو ما فعله الكونغرس مؤخرا أما الأمر الآخر فيتمثل في العمل على توجيه الحوافز الاقتصادية الجديدة في الاتجاه الصحيح ويضيف "لاكشمان" أن جوهر السياسات الجديدة هو الاهم مقارنة بالحديث عن توقيت هذه الحوافز والمدى الزمني الذي من الممكن أن تستغرقه ليظهر تأثيرها على الأسواق.
إصلاح الميزانية
أحد أعضاء الفريق الاقتصادي المعلن عنهم في الإدارة الجديدة هو "بيتر أورسزاغ" الذي وضعه أوباما في منصب مدير مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض سيكون منصبه غاية في الأهمية والحساسية ليس فقط بسبب الأزمة المالية الحالية وإنما أيضا بسبب أن هناك العديد من الانتقادات التي توجه إلى نظام الميزانية الحالي حيث اعتبره الرئيس الجديد نظاما يهدر الكثير من الموارد وأموال دافعي الضرائب في مشاريع وجدت فقط لأن هناك سياسيون أقوياء وذوي نفوذ يدعمونها أو أن هناك جماعات ضغط تقف وراءها ومن ثمة فإن هذا النظام في حاجة إلى حل جوهري.
ترنح الديمقراطية على أجندة أوباما
هذا الملف الذي ورد ضمن "تقرير واشنطن" يهتم بالقضايا السياسية الخارجية التي تحتل مكانا محوريا في أجندة أوباما وهو أمر طبيعي بالنظر- كما يقول التقرير - إلى إخفاقات السياسة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس السابق جورج بوش والتي أدت إلى تصدع في علاقات أمريكا مع أوروبا والتكاليف الباهضة للحرب في كل من العراق وأفغانستان خصوصا وأن هاتين الحربين أضعفتا الموقف الأمريكي سياسيا وعسكريا كما أدتا لتحجيم قدرة أمريكا على التأثير من خلال تقديم نموذج للديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
تراجع الديمقراطية مقابل الأمن في إستراتيجية أوباما الشرق أوسطية
تتمحور إستراتيجية الرئيس أوباما في مجال الأمن القومي - وفقا لتقرير واشنطن - حول إنهاء الحرب الأمريكية في العراق ومكافحة الإرهاب والحيلولة دون وصول أسلحة نووية إلى أيدي الجماعات الإرهابية أو دولا تعتبرها واشنطن مارقة وفي المقابل إحياء دور الديبلوماسية وإذكاء لغة الحوار كما تركز الإستراتيجية الجديدة على التواصل مع القوى الإقليمية والدولية خاصة أوروبا - روسيا - الصين إضافة إلى العمل من خلال أطر المنظمات الدولية خاصة الأمم المتحدة وحلف الناتو.
ومسألة الديمقراطية في الشرق الأوسط يجب النظر إليها في إطار هذه الأولويات الإستراتيجية كترتيبات الانسحاب من العراق وإعادة الحيوية للديبلوماسية الأمريكية.. وقضية نشر الديمقراطية جاءت في مرتبة تابعة لقضايا الأمن القومي والإقليمي والدولي ومكافحة الإرهاب وأنها لن تكون على اولوية إدارة أوباما الذي لم يبلور بشكل دقيق سياسته لنشر الديمقراطية بالعالم العربي بجانب عديد من القضايا الأخرى التي يغيب فيها الجزم بتوجه الإدارة فيها وكيف ستتعامل معها بعيدا عن التصورات التي تطرحها مراكز الفكر الأمريكية خصوصا وأن واشنطن تبدي تخوفا من تصاعد نفوذ بعض حركات الإسلام السياسي في المنطقة ك"الإخوان المسلمين " في مصر والأردن و"حماس" في فلسطين... غير ما هو جديد هو تأكيد أوباما على ضرورة التعاون مع القوى الإقليمية في الشرق الأوسط بما في ذلك إيران وسوريا من أجل دعم الاستقرار في العراق وفي المنطقة ككل.
ويستشهد التقرير في هذا السياق بمقال صدر ب"الواشنطن بوست" للكاتب "ديون جي آر" يقول فيه أن مدخل أوباما للسياسة الخارجية يتسم بالواقعية ويقوم على دعم المصالح الأمريكية من خلال الطرق الديبلوماسية والعمل على تحسين الصورة الأمريكية أمام العالم مع إمكانية استخدام القوة العسكرية فقط بشكل محسوب ومتأن وهو في هذا التوجه يقترب من سياسات بوش الأب مقارنة بالابن وعليه فقد كان من الطبيعي أن يجري أوباما مشاورات مع "برنت سكوكروفت" أحد أقرب مستشاري بوش الأب للسياسة الخارجية وآخرين من الفريق ذاته هذا إضافة إلى أن روبير غيتس الذي اختار أوباما إبقاءه على رأس وزارة الدفاع كان نائبا لسكوكرفت حين كان الأخير مستشارا للأمن القومي ويضيف الكاتب أن معارضة أوباما للحرب على العراق توحي بأنه على استعداد لمقايضة الأمن بالديمقراطية.
برنامج عمل جديد ل"بنتاغون " أوباما
من بين الملفات التي أوردها "تقريرواشنطن" ملف يتعلق بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" حيث ورد أنه على الرغم من كون هذا الجهاز هو الأفضل على مستوى العالم إلا أن ما واجهه من إخفاقات في السنوات الثماني الماضية سواء في العراق أو في أفغانستان فرضت جملة من التحديات والضغوطات يتحتم على أوباما الإسراع في اتخاذ القرارات التي من شأنها تجنيب الولايات المتحدة مخاطر كثيرة محتملة خاصة في ظل ما يواجهه "البنتاغون" من تدن في مستوى الخدمات العسكرية المقدمة وارتفاع تكاليف الحرب وتزامنها مع الأزمة الاقتصادية والعجز في الميزانية ويستند "تقرير واشنطن" في هذا الشأن إلى دراسة تحمل عنوان "ميراث وزارة الدفاع: التحديات والاختيارات التي سيواجهها فريق البنتاغون القادم "أعدها كل من المحللين "ميشيل إيه فلورنوي" و"شوان بريملي".. الدراسة تركز بصورة أساسية على الخيارات المطروحة أمام فريق "البنتاغون" الجديد وتتعرض إلى عدد من التطورات التي عرفها النظام الدولي على المستوى العسكري والحروب التكنولوجية ومدى قدرة وزارة الدفاع الأمريكية على مواجهتها.
الأولويات
يقول واضعا الدراسة أو واقع التغييرات في النظام الدولي وما يواكبه من أزمة مالية في السوق الأمريكية يفرض على فريق "البنتاغون" الجديد جملة من الخيارات الصعبة حول عدد من السياسات المختلفة وقد عرضت الدراسة في هذا الشأن بعض التحديات الآنية التي يواجهها الفريق الجديد
1 - توزيع حجم المخاطرة بين عدد من القرارات الإستراتيجية الحالية مثل الحرب في العراق - العمليات العسكرية في أفغانستان - الحرب الدولية على الإرهاب وتقليل النفقات العسكرية الأمريكية
2 - الاستثمار في أجهزة حرب المستقبل على سبيل المثال تطوير الإمكانيات الأمريكية لتتمكن من خوض الحرب غير النظامية المرتبطة بمواجهة التهديدات اللاتماثلية أو منع انتشار الأسلحة النووية.
3 - التحدي الأكثر صعوبة هو الموازنة بين العمليات الحالية مع توخي حسابات للاستثمار سواء لتطوير أو الحصول على أجيال جديدة من أنظمة الأسلحة وذلك في ظل ما تواجهه العسكرية الأمريكية من مخاوف تشمل أولا ظهور أسلحة لا تماثلية تعتمد على تكنولوجيا بدائية مثل العبوات الناسفة و"الانتحاريين" في العراق وأفغانستان فضلا عن أهمية التعامل مع الأسلحة المتقدمة.
أجندة العمل المستقبلية
أشارت الدراسة إلى ان فريق البنتاغون الجديد سيكون ملزما بالنظر في عدة قضايا رئيسية هي: زيادة حجم عدد القوات البرية - وضع برامج لبناء سفن البحرية وتطوير آداء القوات البحرية -إعادة توازن القوات الجوية وتشجيعها على صياغة رؤية واسعة لأدوارها ومهامها ومساعدتها في إعادة توازن برنامجها مع الميزانية - مواجهة أسلحة الدمار الشامل إذ على أوباما وإدارته أن يقوموا بتقييم مواضع القوة والقصور في جهود الولايات المتحدة الحالية بشأن وقف انتشار هذه الأسلحة ومنع الإرهاب النووي - تخفيض القدرات النووية الأمريكية فهناك اتفاق حول تخفيض الولايات المتحدة من اعتمادها على الأسلحة النووية ومن ثمة على الإدارة الجديدة تحديد هل أمريكا ستقوم بذلك أم لا؟ - لا بد من إعادة تقييم وضع القوات المسلحة الأمريكية في العالم وتطرح الدراسة مثال إيران حيث تتساءل كيف ستحقق القوات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط احتواء النفوذ الإيراني المتزايد في منطقة الخليج العربي؟ - الإدارة الجديدة لا بد أن تؤسس على مستوى عال لجنة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لتتولى القيام بمراجعة واسعة لشروط الخدمة العسكرية منها على سبيل المثال تقييم وضع النساء في القتال وفرص الخدمة لغير المواطنين الأمريكيين وتوفير عقود خدمة أكثر مرونة.
موظفو أوباما أصدقاء قدامى
يتناول جانب من "تقرير واشنطن" المسألة المتعلقة بالموظفين الذين اختارهم أوباما للبيت الأبيض فيقول أن أصدقاء قدامى من شيكاغو ممن يثق بهم وآخرون ذوو خبرة في التعامل مع الكونغرس هم من وقع عليهم اختيار الرئيس الجديد كموظفين مساعدين له في البيت الأبيض.. وعلى عكس إدارة بوش الابن التي اتسمت بالتوتر في العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية فقد ارتأى باراك أوباما في اختياره لموظفيه الاستفادة من مرحلة بوشربط علاقات جديدة بين البيت الأبيض والكونغرس بهدف الوصول إلى حلول ترضي فرعي السلطة بشأن القضايا والملفات الداخلية والخارجية المتأزمة التي ورثتها الإدارة الجديدة.
وفي هذا الإطار اختار أوباما "بيتر راوس" رئيسا لمستشاريه فيما يتعلق بإدارة العلاقة مع مجلس الشيوخ و"راوس" صاحب خبرة 24 عاما في التعامل مع الكونغرس ويعتبر "راوس" من أبرز المعاونين ذوي التأثير في مجلس الشيوخ الأمريكي كما اختار أوباما "رام إيمانويل" رئيسا لموظفي البيت الأبيض والذي جمع بين صداقة شيكاغو والعلاقات مع الكونغرس
- اختير كل من"منى ستيفن" مديرة مؤسسة "سوتنبريدج أنترناسيونال" و"جيم ميسينا" - الذي يتمتع بشبكة كبيرة من العلاقات تمكنه من مساعدة أوباما - نوابا لرؤساء العاملين في البيت الأبيض
- "فيل سكيليرو" صاحب خبرة 25 عاما قضاها في الكونغرس عيّن مساعدا لأوباما فيما يختص بالشؤون التشريعية وقد كان مستشارا رفيعا للرئيس الجديد خلال حملته الانتخابية
- تعيين "رون كلاين" رئيسا لموظفي نائب الرئيس "جوزيف بايدن" وفي هذا الإطار يقول عنه "بايدن": إن كلاين مستشار أثق به منذ 20 عاما " وقد عمل كلاين في 3 فروع من الحكومة الفيدرالية كما عمل مديرا للعاملين لعديد من اللجان القيادية للحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ ولعب دورا كبيرا في التحضير لكل المناظرات التي أجريت لكل مرشحي الحزب الديمقراطي منذ بيل كلينتون عام 1992
ولم تقتصر تعيينات أوباما على من لهم خبرة في التعامل مع الكونغرس فقد قرّب منه أيضا أصدقاءه القدامى الذين عرفهم في شيكاغو ومن أبرزهم "فاليري غاريت" المحامية من أصل إفريقي (52 عاما) حيث اختارها كبيرة للمستشارين ومساعدة له في تنسيق العلاقات داخل الحكومة وشؤون العلاقات العامة وسوف تشرف "غاريت" على مكتب الاتصال العام الذي تأمل أن يتحوّل إلى قناة نشطة للتعاون بين الحكومة والمواطنين
الاستفادة من إخفاق بوش
أسباب عديدة - حسب التقرير - دفعت أوباما لهذه التعيينات من بينها أنه جاء إلى المكتب البيضاوي بقائمة من الوعود يتطلب تنفيذها التعاون من قبل الكونغرس سواء فيما يتعلق بالأزمة المالية أو القضايا الخارجية كالحرب في العراق والوضع في أفغانستان.. وتشير تعيينات أوباما لفريقه في البيت الأبيض إلى انه تعلّم الدرس من جورج بوش الابن فتعيينات هذا الأخير في بداية ولايته الأولى أوضحت أن مساعديه من تكساس ليس لديهم أي خبرة في التعامل مع الكونغرس مما أساء إلى العلاقة بين هذا الأخير والرئيس السابق والذي رغم اختياره لأرفع الموظفين لتمثيله في الكونغرس عندما أعيد انتخابه عام 2004 إلا أنه لم يبد اهتماما بما يفكر فيه قادة هذا الهيكل كما أنه لم يحاول إقامة أي نوع من التواصل الشخصي مع مشرعي الكونغرس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.