وادي مليز: منشأة مائية على مستوى وادي الرغاي لفك عزلة منطقة الدخايلية    عاجل : فرنسا تُعلّق منصة ''شي إن''    تونس تطلق أول دليل الممارسات الطبية حول طيف التوحد للأطفال والمراهقين    ممرض ألماني أنهى حياة 10 مرضى... ليخفف عبء العمل عليه    الأولمبي الباجي يعلن عن تاهيل لاعبيه هيثم مبارك وفراس المحضاوي    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    5 أخطاء يومية لكبار السن قد تهدد صحتهم    حريق بحافلة تقل مشجعي النادي الإفريقي قبل الدربي    تونس ستطلق مشروع''الحزام الأخضر..شنيا هو؟''    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    مدير ديوان رئيسة الحكومة: قريباً عرض حزمة من مشاريع القوانين على البرلمان    أعلاها 60 مم: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية    المنتخب التونسي تحت 23 عاما يلاقي وديا السعودية وقطر والامارات من 12 الى 18 نوفمبر الجاري    الديربي التونسي اليوم: البث المباشر على هذه القنوات    المنتخب التونسي للبايسبول 5 يتوج ببطولة إفريقيا    ظافر العابدين في الشارقة للكتاب: يجب أن نحس بالآخرين وأن نكتب حكايات قادرة على تجاوز المحلية والظرفية لتحلق عاليا في أقصى بلدان العالم    خطير: النوم بعد الحادية عشرة ليلاََ يزيد خطر النوبات القلبية بنسبة 60٪    عفاف الهمامي: كبار السن الذين يحافظون بانتظام على التعلمات يكتسبون قدرات ادراكية على المدى الطويل تقيهم من أمراض الخرف والزهايمر    هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    خروج قطار عن السكة يُسلّط الضوء على تدهور البنية التحتية للسكك الحديدية    تحذير من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 6.7 درجة    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    اختتام الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع": مسرحية "الهاربات" لوفاء الطبوبي تُتوّج بجائزة أفضل عمل متكامل    الجزائر.. الجيش يحذر من "مخططات خبيثة" تستهدف أمن واستقرار البلاد    شوف وين تتفرّج: الدربي ومواجهات الجولة 14 اليوم    التشكيلات المحتملة للدربي المنتظر اليوم    الأربعاء المقبل / إطلاق تحدّي " تحدّ ذكاءك الاصطناعي" بالمدرسة العليا للتجارة    النواب يناقشو مهمة رئاسة الحكومة: مشاريع معطّلة، إصلاح إداري، ومكافحة الفساد    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    مالي: اختطاف 3 مصريين .. ومطلوب فدية 5 ملايين دولار    تشيلسي يصعد لوصافة الدوري الإنجليزي بالفوز على وولفرهامبتون    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    منخفض جوي وحالة عدم استقرار بهذه المناطق    بطولة القسم الوطني أ للكرة الطائرة: نتائج الدفعة الثانية من مقابلات الجولة الرابعة    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    عماد الأمن الغذائي والمنظومة الإنتاجية .. الدعم لإنعاش الفلاّح وإنقاذ الفلاحة    الدورة 44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب: 10أجنحة تمثل قطاع النشر التونسي    من كلمات الجليدي العويني وألحان منير الغضاب: «خطوات» فيديو كليب جديد للمطربة عفيفة العويني    دعوة الى رؤية بيئية جديدة    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    شنيا حكاية فاتورة معجنات في إزمير الي سومها تجاوز ال7 آلاف ليرة؟    عاجل: من مساء السبت والى الأحد أمطار رعدية غزيرة ورياح تتجاوز 90 كلم/س بهذه المناطق    البنك المركزي: نشاط القطاع المصرفي يتركز على البنوك المقيمة    الدورة الاولى لمهرجان بذرتنا يومي 22 و23 نوفمبر بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس    هام/ الهيئة الوطنيّة للوقاية من التعذيب تنتدب..#خبر_عاجل    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    بايدن يوجه انتقادا حادا لترامب وحاشيته: "لا ملوك في الديمقراطية"    جلسة عمل بوزارة الصحة لتقييم مدى تقدم الخطة الوطنية لمقاومة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية    أمطار بهذه المناطق خلال الليلة المقبلة    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متى ينتهي «شهر العسل» بين أوباما والأمريكيين؟
بعد أسبوع من دخوله البيت الأبيض:
نشر في الصباح يوم 29 - 01 - 2009

أمام أوباما عامان على الأقل لبدء تصحيح الأوضاع وتنفيذ الوعود التي قطعها
مقايضة الأمن بالديمقراطية.. شعار استراتيجية أوباما الشرق أوسطية
تعيينات الرئيس الجديد لموظفي البيت الأبيض تؤكد أنه تعلّم الدرس من إخفاقات بوش في التعامل مع الكونغرس
الرأي العام الأمريكي وأعضاء الحزب الديمقراطي لن يقبلوا بأي تأخير في جدول الخروج من العراق
" كان هذا مقررا أن يحدث منذ فترة طويلة لكن الليلة ونتيجة لما فعلناه اليوم... في هذه اللحظة أتى التغيير إلى أمريكا "
كانت هذه أولى العبارات التي قالها باراك حسين أوباما بمجرد ظهور نتيجة الانتخابات التي فاز بها في نوفمبر الماضي أمام المرشح الجمهوري جون ماكين... اليوم باراك أوباما هو رئيس أمريكا الجديد.. الرئيس الذي أسال الكثير من الحبر منذ إعلان ترشحه لمنصب الرئاسة وهو أيضا الرئيس الذي لم يحظ من سبقه من الرؤساء خلال الأربع عقود الماضية بمثل هذا الاهتمام ليس فقط محليا وإنما دوليا أيضا فمنذ مقتل الرئيس جون كينيدي عام 1964 لم ينل زعيم سياسي أمريكي ما ناله أوباما من تفاؤل وحسن استقبال وانتظارات كما أن الألقاب التي أسندت إليه من قبيل "هدية العالم لأمريكا" - "ماكينة الأحلام" - "النجم الساطع" - "النجم فوق العادة" - "يد التاريخ" لم تسند لغيره ولعل حفل التنصيب الذي أقيم له في العشرين من شهر جانفي الجاري لأكبر دليل على أن أمريكا والعالم ينظرون إليه ك"منقذ" وينتظرون منه التغيير الذي طالما وعد به سواء في خطاباته خلال الحملة الانتخابية أو تلك التي أعقبت فوزه ولا سيما خطابه الأخير في حفل التنصيب الذي عكس حقيقة أن هذا الزعيم الأسمر المتأثر أيما تأثير بالرئيس السادس عشر للولايات المتحدة أبراهام لينكون يمتلك قدرات بلاغية ملفتة يحكم من خلالها التأثير على المتلقي والنفاذ إلى عقله عبر تلك الشعارات التفاؤلية التي أطلقها وعبر تركيزه على مصطلحات بعينها ك" الحلم " و"التغيير" و"نعم يمكننا" ولكن رغم فسحة الأمل التي يصر باراك على تمريرها في خطاباته.. هل سيكون قادرا على الإيفاء- ولو نسبيا- بوعوده الكثيرة خصوصا وأن سلفه خلّف له إرثا ثقيلا من المسائل العالقة محليا ودوليا؟
... في حقيقة الأمر لا أحد بإمكانه التكهن بما تخفيه الأيام القادمة لرئيس شاب.. متحمّس قال في حفل تنصيبه: "آمل أن ما سأقدمه هو طريقة التفاعل مع أشخاص ليسوا مثلك ولا يتفقون معك... وهذا سيغير مزاجنا السياسي".
في محاولة لاستشراف الخطوط العريضة لسياسة باراك حسين أوباما أعد " تقرير واشنطن" جملة من الملفات المهمة ترصد جوانب مختلفة لملامح السياسة التي من المنتظر أن ينتهجها أوباما وفيما يلي ملخص لأهم الملفات
متى ينتهي شهر العسل بين أوباما والأمريكيين ؟
يوم تنصيب أوباما رئيسا يوم مميز - كما يقول التقرير- ليس لأن بطله هو أول رئيس أسود سيمكث في البيت الأبيض 4 سنوات قد تمتد لتصبح ثمانية وإنما تميّزه ينبع من اللحظة التي تعيشها الولايات المتحدة.. لحظة أزمة بكل المقاييس وتحديات جسام على الصعيدين المحلي والعالمي سوف يتعين على الرئيس الجديد التعامل معها بحيطة وذكاء.
فعلى الصعيد الداخلي تعاني أمريكا أسوأ أزمة تعصف باقتصاد القوة الأكبر في العالم وتهدد وضعها الدولي باعتبارها المسيطرة على مقاليد الأمور في النظام العالمي.
أما على المستوى الخارجي فبعد ثماني سنوات عجاف عاشتها الولايات المتحدة تحت قيادة جورج بوش الابن والذي رأى 68% من الأمريكيين أنها كانت حقبة فاشلة لم تحصد خلالها أمريكا سوى كراهية غالبية شعوب العالم عامة والعالم الإسلامي خاصة بعد حرب شعواء - بلا هدف محدد وبلا مدى زمني معيّن- في كل من العراق وأفغانستان سوف تظل تعاني من آثارها في المستقبل حتى يتمكن الرئيس الجديد من إيجاد إستراتيجية ملائمة لتسوية الأوضاع في هاتين الدولتين والخروج من هناك وتحسين صورة الولايات المتحدة التي تسببت سياسات إدارة بوش في تدهورها بشكل غير مسبوق.
يستند التقرير إلى مقال صدر في صحيفة "نيويورك تايمز" للكاتب "آدم ناغورني" يشير فيه إلى أنه يجب عدم الإفراط في التفاؤل بأن هناك حلولا سحرية سوف تطبق في الحال قد تنهي حالة الأزمة التي تعيشها أمريكا واستشهد في هذا الإطار بنبرة الخطاب الهادئة التي اتسمت بها كلمات أوباما التي ألقاها قبل تنصيبه بساعات قليلة الأمر الذي ينم عن الحذر الشديد من جانبه في بداية عهده الرئاسي.. وأشار الكاتب إلى أنه إذا كان منطقيا أن يحظى الرئيس الآن ببعض الوقت أو ما يسميه الأمريكيون فترة شهر العسل فإن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه هو: كم من الوقت سوف يسمح به الشعب الأمريكي للرئيس الجديد ليتمكن من تحويل دفة الأمور وإعادة الولايات المتحدة إلى المسار الصحيح؟ ويشير "ناغورني" إلى محاولات المستشارين المحيطين بأوباما التأكيد على أن مواجهة هذه التحديات سوف يحتاج إلى وقت كثير وساق الكاتب في مقاله نتائج استطلاع أجرته شبكة CBS الإخبارية مؤخرا أكد غالبية المستطلعين أن أوباما سوف يحتاج إلى مهلة لن تقل عن العامين من أجل تصحيح الأوضاع وتنفيذ الوعود التي قطعها ومن أهمها تحسين الأوضاع الاقتصادية وتوسيع مظلة الرعاية الصحية وإنهاء الحرب في العراق.
وأورد المقال أيضا عددا من التحليلات التي تشير إلى الكيفية التي يمكن من خلالها أن يكتسب أوباما المزيد من الوقت عبر التغيير في لهجة الخطاب وتغيير في الأولويات فلديه متسع من الوقت للتعامل مع معضلة الاقتصاد وأيضا متسع من الوقت للتعامل مع موضوع الرعاية الصحية لكن لن يكون مسموحا له بأي تأخير في التعاطي مع مواضيع أخرى وعلى رأسها سحب الجنود الأمريكيين من العراق خلال 16 شهرا طبقا للجدول الزمني الذي طرحه أثناء حملته الانتخابية فالرأي العام الأمريكي بصفة عامة وغالبية أعضاء الحزب الديمقراطي لن يقبلوا بأي تأخير في هذا الجانب.
كيف يواجه أوباما الأزمة المالية؟
حول هذا الموضوع ورد في تقرير واشنطن أن هاجس الأزمة المالية وكيفية مواجهتها سوف يكون الشغل الشاغل لباراك أوباما ذلك أن تداعيات الأزمة امتدت إلى القطاعات الحيوية كان آخرها قطاع صناعة السيارات مما دفع الكونغرس إلى سرعة التحرك لإنقاذ هذه الصناعة الإستراتيجية ولمجابهة هذا الوضع شكل الرئيس الجديد فريقا اقتصاديا حرص على اختياره بعناية شديدة وقد اختار أوباما "تيم غايتر" رئيس بنك الاحتياط الفدرالي في ولاية نيويورك وزيرا للخزانة و"لورانس سامرز" - الذي عمل وزيرا للخزانة في عهد الرئيس الأسبق "بيل كلينتون" - رئيسا للمجلس الاقتصادي القومي كما سمى أوباما أيضا بعض الأفراد - الذين شكلوا قوام فريقه الاقتصادي في الحملة الانتخابية - ضمن مستشاريه الاقتصاديين ككريستينا رومز في منصب رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين التابع للرئيس وملودي بارتز في منصب مدير مجلس السياسة الداخلية في البيت الأبيض.
ومما جاء في التقرير أن الأمر الذي يشغل أوباما في الوقت الحالي - في سياق مواجهته للأزمة - هو كيفية توفير الأموال اللازمة لتطبيق خطة الدعم التي قدمتها إدارة بوش والتي من شانها إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه في الاقتصاد الأمريكي وتحفيز نموه وخلق مزيد من الوظائف وهو ما وعد أوباما الأمريكيين بتوفيرها بعد توليه زمام الحكم
خطط طموحة.. لكن هل تنجح؟
خطط الحوافز الجديدة التي اقترحها الرئيس المنتخب في محاولة منه لإعادة الانتعاش إلى اقتصاد أمريكا والتي تهدف إلى خلق 2,5 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2011 وهو - أي أوباما - يعتبر فترة العامين كافية لمواجهة التحديات التي تعصف بالاقتصاد الأمريكي والتي تمثلت في فقدان أكثر من 1,5 مليون أمريكي وظائفهم مع إمكانية فقدان المزيد في العام القادم.
ويعرض التقرير آراء بعض الخبراء الاقتصاديين في هذه الخطط الجديدة وإمكانية أن تقدم وصفة فاعلة لانقاذ الاقتصاد حيث أكد "لاكشان أشتام" مدير معهد السلسلة الاقتصادية للأبحاث على أن خطط الحكومة الهادفة إلى خلق وظائف جديدة من خلال دعم وتمويل الكثير من المشاريع لن يحل المشكلة ولكن هناك عنصرين يجب أن يتم وضعها في الحسبان أولهما أنه يتعين توسيع المزايا التي يحصل عليها العاطلون عن العمل وهو ما فعله الكونغرس مؤخرا أما الأمر الآخر فيتمثل في العمل على توجيه الحوافز الاقتصادية الجديدة في الاتجاه الصحيح ويضيف "لاكشمان" أن جوهر السياسات الجديدة هو الاهم مقارنة بالحديث عن توقيت هذه الحوافز والمدى الزمني الذي من الممكن أن تستغرقه ليظهر تأثيرها على الأسواق.
إصلاح الميزانية
أحد أعضاء الفريق الاقتصادي المعلن عنهم في الإدارة الجديدة هو "بيتر أورسزاغ" الذي وضعه أوباما في منصب مدير مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض سيكون منصبه غاية في الأهمية والحساسية ليس فقط بسبب الأزمة المالية الحالية وإنما أيضا بسبب أن هناك العديد من الانتقادات التي توجه إلى نظام الميزانية الحالي حيث اعتبره الرئيس الجديد نظاما يهدر الكثير من الموارد وأموال دافعي الضرائب في مشاريع وجدت فقط لأن هناك سياسيون أقوياء وذوي نفوذ يدعمونها أو أن هناك جماعات ضغط تقف وراءها ومن ثمة فإن هذا النظام في حاجة إلى حل جوهري.
ترنح الديمقراطية على أجندة أوباما
هذا الملف الذي ورد ضمن "تقرير واشنطن" يهتم بالقضايا السياسية الخارجية التي تحتل مكانا محوريا في أجندة أوباما وهو أمر طبيعي بالنظر- كما يقول التقرير - إلى إخفاقات السياسة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس السابق جورج بوش والتي أدت إلى تصدع في علاقات أمريكا مع أوروبا والتكاليف الباهضة للحرب في كل من العراق وأفغانستان خصوصا وأن هاتين الحربين أضعفتا الموقف الأمريكي سياسيا وعسكريا كما أدتا لتحجيم قدرة أمريكا على التأثير من خلال تقديم نموذج للديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
تراجع الديمقراطية مقابل الأمن في إستراتيجية أوباما الشرق أوسطية
تتمحور إستراتيجية الرئيس أوباما في مجال الأمن القومي - وفقا لتقرير واشنطن - حول إنهاء الحرب الأمريكية في العراق ومكافحة الإرهاب والحيلولة دون وصول أسلحة نووية إلى أيدي الجماعات الإرهابية أو دولا تعتبرها واشنطن مارقة وفي المقابل إحياء دور الديبلوماسية وإذكاء لغة الحوار كما تركز الإستراتيجية الجديدة على التواصل مع القوى الإقليمية والدولية خاصة أوروبا - روسيا - الصين إضافة إلى العمل من خلال أطر المنظمات الدولية خاصة الأمم المتحدة وحلف الناتو.
ومسألة الديمقراطية في الشرق الأوسط يجب النظر إليها في إطار هذه الأولويات الإستراتيجية كترتيبات الانسحاب من العراق وإعادة الحيوية للديبلوماسية الأمريكية.. وقضية نشر الديمقراطية جاءت في مرتبة تابعة لقضايا الأمن القومي والإقليمي والدولي ومكافحة الإرهاب وأنها لن تكون على اولوية إدارة أوباما الذي لم يبلور بشكل دقيق سياسته لنشر الديمقراطية بالعالم العربي بجانب عديد من القضايا الأخرى التي يغيب فيها الجزم بتوجه الإدارة فيها وكيف ستتعامل معها بعيدا عن التصورات التي تطرحها مراكز الفكر الأمريكية خصوصا وأن واشنطن تبدي تخوفا من تصاعد نفوذ بعض حركات الإسلام السياسي في المنطقة ك"الإخوان المسلمين " في مصر والأردن و"حماس" في فلسطين... غير ما هو جديد هو تأكيد أوباما على ضرورة التعاون مع القوى الإقليمية في الشرق الأوسط بما في ذلك إيران وسوريا من أجل دعم الاستقرار في العراق وفي المنطقة ككل.
ويستشهد التقرير في هذا السياق بمقال صدر ب"الواشنطن بوست" للكاتب "ديون جي آر" يقول فيه أن مدخل أوباما للسياسة الخارجية يتسم بالواقعية ويقوم على دعم المصالح الأمريكية من خلال الطرق الديبلوماسية والعمل على تحسين الصورة الأمريكية أمام العالم مع إمكانية استخدام القوة العسكرية فقط بشكل محسوب ومتأن وهو في هذا التوجه يقترب من سياسات بوش الأب مقارنة بالابن وعليه فقد كان من الطبيعي أن يجري أوباما مشاورات مع "برنت سكوكروفت" أحد أقرب مستشاري بوش الأب للسياسة الخارجية وآخرين من الفريق ذاته هذا إضافة إلى أن روبير غيتس الذي اختار أوباما إبقاءه على رأس وزارة الدفاع كان نائبا لسكوكرفت حين كان الأخير مستشارا للأمن القومي ويضيف الكاتب أن معارضة أوباما للحرب على العراق توحي بأنه على استعداد لمقايضة الأمن بالديمقراطية.
برنامج عمل جديد ل"بنتاغون " أوباما
من بين الملفات التي أوردها "تقريرواشنطن" ملف يتعلق بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" حيث ورد أنه على الرغم من كون هذا الجهاز هو الأفضل على مستوى العالم إلا أن ما واجهه من إخفاقات في السنوات الثماني الماضية سواء في العراق أو في أفغانستان فرضت جملة من التحديات والضغوطات يتحتم على أوباما الإسراع في اتخاذ القرارات التي من شأنها تجنيب الولايات المتحدة مخاطر كثيرة محتملة خاصة في ظل ما يواجهه "البنتاغون" من تدن في مستوى الخدمات العسكرية المقدمة وارتفاع تكاليف الحرب وتزامنها مع الأزمة الاقتصادية والعجز في الميزانية ويستند "تقرير واشنطن" في هذا الشأن إلى دراسة تحمل عنوان "ميراث وزارة الدفاع: التحديات والاختيارات التي سيواجهها فريق البنتاغون القادم "أعدها كل من المحللين "ميشيل إيه فلورنوي" و"شوان بريملي".. الدراسة تركز بصورة أساسية على الخيارات المطروحة أمام فريق "البنتاغون" الجديد وتتعرض إلى عدد من التطورات التي عرفها النظام الدولي على المستوى العسكري والحروب التكنولوجية ومدى قدرة وزارة الدفاع الأمريكية على مواجهتها.
الأولويات
يقول واضعا الدراسة أو واقع التغييرات في النظام الدولي وما يواكبه من أزمة مالية في السوق الأمريكية يفرض على فريق "البنتاغون" الجديد جملة من الخيارات الصعبة حول عدد من السياسات المختلفة وقد عرضت الدراسة في هذا الشأن بعض التحديات الآنية التي يواجهها الفريق الجديد
1 - توزيع حجم المخاطرة بين عدد من القرارات الإستراتيجية الحالية مثل الحرب في العراق - العمليات العسكرية في أفغانستان - الحرب الدولية على الإرهاب وتقليل النفقات العسكرية الأمريكية
2 - الاستثمار في أجهزة حرب المستقبل على سبيل المثال تطوير الإمكانيات الأمريكية لتتمكن من خوض الحرب غير النظامية المرتبطة بمواجهة التهديدات اللاتماثلية أو منع انتشار الأسلحة النووية.
3 - التحدي الأكثر صعوبة هو الموازنة بين العمليات الحالية مع توخي حسابات للاستثمار سواء لتطوير أو الحصول على أجيال جديدة من أنظمة الأسلحة وذلك في ظل ما تواجهه العسكرية الأمريكية من مخاوف تشمل أولا ظهور أسلحة لا تماثلية تعتمد على تكنولوجيا بدائية مثل العبوات الناسفة و"الانتحاريين" في العراق وأفغانستان فضلا عن أهمية التعامل مع الأسلحة المتقدمة.
أجندة العمل المستقبلية
أشارت الدراسة إلى ان فريق البنتاغون الجديد سيكون ملزما بالنظر في عدة قضايا رئيسية هي: زيادة حجم عدد القوات البرية - وضع برامج لبناء سفن البحرية وتطوير آداء القوات البحرية -إعادة توازن القوات الجوية وتشجيعها على صياغة رؤية واسعة لأدوارها ومهامها ومساعدتها في إعادة توازن برنامجها مع الميزانية - مواجهة أسلحة الدمار الشامل إذ على أوباما وإدارته أن يقوموا بتقييم مواضع القوة والقصور في جهود الولايات المتحدة الحالية بشأن وقف انتشار هذه الأسلحة ومنع الإرهاب النووي - تخفيض القدرات النووية الأمريكية فهناك اتفاق حول تخفيض الولايات المتحدة من اعتمادها على الأسلحة النووية ومن ثمة على الإدارة الجديدة تحديد هل أمريكا ستقوم بذلك أم لا؟ - لا بد من إعادة تقييم وضع القوات المسلحة الأمريكية في العالم وتطرح الدراسة مثال إيران حيث تتساءل كيف ستحقق القوات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط احتواء النفوذ الإيراني المتزايد في منطقة الخليج العربي؟ - الإدارة الجديدة لا بد أن تؤسس على مستوى عال لجنة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لتتولى القيام بمراجعة واسعة لشروط الخدمة العسكرية منها على سبيل المثال تقييم وضع النساء في القتال وفرص الخدمة لغير المواطنين الأمريكيين وتوفير عقود خدمة أكثر مرونة.
موظفو أوباما أصدقاء قدامى
يتناول جانب من "تقرير واشنطن" المسألة المتعلقة بالموظفين الذين اختارهم أوباما للبيت الأبيض فيقول أن أصدقاء قدامى من شيكاغو ممن يثق بهم وآخرون ذوو خبرة في التعامل مع الكونغرس هم من وقع عليهم اختيار الرئيس الجديد كموظفين مساعدين له في البيت الأبيض.. وعلى عكس إدارة بوش الابن التي اتسمت بالتوتر في العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية فقد ارتأى باراك أوباما في اختياره لموظفيه الاستفادة من مرحلة بوشربط علاقات جديدة بين البيت الأبيض والكونغرس بهدف الوصول إلى حلول ترضي فرعي السلطة بشأن القضايا والملفات الداخلية والخارجية المتأزمة التي ورثتها الإدارة الجديدة.
وفي هذا الإطار اختار أوباما "بيتر راوس" رئيسا لمستشاريه فيما يتعلق بإدارة العلاقة مع مجلس الشيوخ و"راوس" صاحب خبرة 24 عاما في التعامل مع الكونغرس ويعتبر "راوس" من أبرز المعاونين ذوي التأثير في مجلس الشيوخ الأمريكي كما اختار أوباما "رام إيمانويل" رئيسا لموظفي البيت الأبيض والذي جمع بين صداقة شيكاغو والعلاقات مع الكونغرس
- اختير كل من"منى ستيفن" مديرة مؤسسة "سوتنبريدج أنترناسيونال" و"جيم ميسينا" - الذي يتمتع بشبكة كبيرة من العلاقات تمكنه من مساعدة أوباما - نوابا لرؤساء العاملين في البيت الأبيض
- "فيل سكيليرو" صاحب خبرة 25 عاما قضاها في الكونغرس عيّن مساعدا لأوباما فيما يختص بالشؤون التشريعية وقد كان مستشارا رفيعا للرئيس الجديد خلال حملته الانتخابية
- تعيين "رون كلاين" رئيسا لموظفي نائب الرئيس "جوزيف بايدن" وفي هذا الإطار يقول عنه "بايدن": إن كلاين مستشار أثق به منذ 20 عاما " وقد عمل كلاين في 3 فروع من الحكومة الفيدرالية كما عمل مديرا للعاملين لعديد من اللجان القيادية للحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ ولعب دورا كبيرا في التحضير لكل المناظرات التي أجريت لكل مرشحي الحزب الديمقراطي منذ بيل كلينتون عام 1992
ولم تقتصر تعيينات أوباما على من لهم خبرة في التعامل مع الكونغرس فقد قرّب منه أيضا أصدقاءه القدامى الذين عرفهم في شيكاغو ومن أبرزهم "فاليري غاريت" المحامية من أصل إفريقي (52 عاما) حيث اختارها كبيرة للمستشارين ومساعدة له في تنسيق العلاقات داخل الحكومة وشؤون العلاقات العامة وسوف تشرف "غاريت" على مكتب الاتصال العام الذي تأمل أن يتحوّل إلى قناة نشطة للتعاون بين الحكومة والمواطنين
الاستفادة من إخفاق بوش
أسباب عديدة - حسب التقرير - دفعت أوباما لهذه التعيينات من بينها أنه جاء إلى المكتب البيضاوي بقائمة من الوعود يتطلب تنفيذها التعاون من قبل الكونغرس سواء فيما يتعلق بالأزمة المالية أو القضايا الخارجية كالحرب في العراق والوضع في أفغانستان.. وتشير تعيينات أوباما لفريقه في البيت الأبيض إلى انه تعلّم الدرس من جورج بوش الابن فتعيينات هذا الأخير في بداية ولايته الأولى أوضحت أن مساعديه من تكساس ليس لديهم أي خبرة في التعامل مع الكونغرس مما أساء إلى العلاقة بين هذا الأخير والرئيس السابق والذي رغم اختياره لأرفع الموظفين لتمثيله في الكونغرس عندما أعيد انتخابه عام 2004 إلا أنه لم يبد اهتماما بما يفكر فيه قادة هذا الهيكل كما أنه لم يحاول إقامة أي نوع من التواصل الشخصي مع مشرعي الكونغرس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.