جماهير الأخضر والابيض انتظرت أن يصنع فريقهم الحدث من أجل إعادة صورة الشبيبة أيام زمان حين كانت قاهرة الكبار وبالتالي التجنيح بآمال الأنصار الى أبعد مدى من أجل أن يكون هذا الموسم استثنائيا ولكن كان للمدرب العربي الزواوي رأي آخر وهو الذي أعدّ طبخة تكتيكية أسقطت حسابات المدرّب مراد محجوب في الماء فكانت الكلمة الأولى والأخيرة للنادي البنزرتي الذي قدّم مستوى مميزا للغاية وفرض سيطرة مطلقة على مجريات اللقاء أثمر انتصارا باهرا بإمضاء المدافع السينغالي للشبيبة «مامادو قاي» ضد مرماه في الدقيقة 19 وهتان البراطلي في الدقيقة 48 وعمر العويني يختتم شريط الأهداف في الدقيقة 76. ويمكن القول أن المدرب العربي الزواوي قد ساهم بشكل كبير في هذا الفوز بثلاثية نظيفة بفضل قراءته الجيّدة لنقاط قوّة وضعف الشبيبة وفي المقابل كانت الشبيبة خارج الموضوع ووقع المدرب مراد محجوب في الفخ الذي نصبه مدرّب البنزرتي العربي الزواوي. اختيارات فاشلة واذا كان النادي البنزرتي أكثر جرأة وتنظيما حيث دافع بصلابة واندفاع وهاجم بذكاء بفضل خطة ذكية تعتمد الهجوم الجماعي والدفاع الجماعي وعدم ترك ثغرات ومساحات للشبيبة والضغط على حامل الكرة ونجاح هذه الخطة كان يتطلب عنفوان الشباب والجاهزية البدنية للاعبين... لذلك كان البنزرتي خطيرا ورهيبا على دفاع الشبيبة خلال كامل اللقاء وقد كادت النتيجة أن تكون أثقل لولا مهارة الحارس صابر بن رجب، فإن الاختيارات التكتيكية للمدرب مراد محجوب كانت فاشلة منذ البداية بسبب تعويله على لاعبين غير جاهزين بدنيا (الميساوي والسلامي) وإحداث تغييرات غير موجبة على مستوى مراكز بعض اللاعبين كالتعويل على الهداف الايفواري «كلود قوبكو» في خطة لاعب وسط لترك المجال للاعب نبيل الميساوي في الهجوم والتعويل كذلك على الكامروني علي بامبان كمدافع أيمن وهو الذي تألق في خطة ليبيرو في الجولات الفارطة فتميز بتثاقله وكان بعيدا عن مستواه المعهود الشيء الذي أوجد خللا على الجهة اليمنى وفي المحور كذلك استغله جيدا الجهاز الفني للضيوف عن طريق الثلاثي الخطير في الخط الأمامي وجدي الجباري، هيثم بن سالم وفادي الهميزي... محجوب شعر بالخطر بعد أن لاحظ الخلل الكبير على مستوى التشكيلة ومردود الخطوط الثلاثة فأخرج الميساوي بعد مرور نصف ساعة من بداية اللقاء وحاول تعديل الأوتار من جديد. تبريرات واهية وبهذا المردود الهزيل نقول لمن يهمه امر الشبيبة كفى تبريرات واهية وحديثا عن الجاهزية والانسجام والتأقلم وغيرها من العبارات والتي لا يمكن ان تغيّر من وضع الفريق.. لقد حان الوقت لوضع النقاط على الحروف بعد هزيمتين متتاليتين في القيروان (الملعب التونسي والنادي البنزرتي) خاصة وأن جمهور الشبيبة ذوّاق وفنان ويصفق لفريقه حتى عند الهزيمة بشرط الاقناع الذي كان غائبا في لقاء أول أمس ومصحوبا بهزيمة ثقيلة وغير معقولة. مردود الحكم الحكم سمير الهمامي كان موفقا في أغلب قراراته رغم تغافله عن ضربتي جزاء واحدة للشبيبة والأخرى للنادي البنزرتي... لياقته البدنية وانسجامه مع مساعديه ساهما في نجاحه في إدارة هذه المباراة. نجم اللقاء خط هجوم النادي البنزرتي يستحق كل التشجيع وخاصة اللاعب هيثم بن سالم الذي كان مصدر خطورة على دفاع الشبيبة بفضل ما يتمتع به من سرعة ومؤهلات فنية عريضة وانسجام مع زملائه في الخط الأمامي الجباري والهميزي.. بن سالم احرج كثيرا الخط الخلفي للأغالبة وكان وراء أغلب هجومات البنزرتي وساهم في أهداف فريقه.. مردود اللاعبين في الميزان شبيبة القيروان: صابر بن رجب (6) علي مومبا (5) محمد أمين الورغمي (5) عقيد دخيللي (5) مامادو قاي (5) محمود الدريدي (5) سيف الله المحجوبي (5) كلود ڤونودو (6) ماهر عامر (5) نبيل الميساوي (4) برهان غنام (6) حسام الحمزاوي (5) حسان بلعربي (5) لطفي السلامي (5). النادي البنزرتي: أحمد العمراني (7) ايهاب المباركي (7) فخر الدين الجزيري (8) وليد الهيشري (7) محمد سيلا (7) لسعد الدريدي (7) هيثم بن سالم (9) عمر العويني (8) فادي الهميزي (8) وجدي الجباري (8) حمدي المرزوقي (6) بسام بن نصر (6) فنسان تشالا (6). قالوا عن اللقاء حافظ الهواربي (مساعد مدرب شبيبة القيروان): كنا خارج الموضوع على طول الخط كامل الفريق يتحمل مسؤولية هذه الهزيمة... لقد غابت الجاهزية والحضور الذهني والتركيز لأسباب اجهلها. المهم ان لا نهوّل هذه العثرة لأن عديد الأندية انهزمت بنتيجة اثقل من (30) خاصة وأننا واجهنا فريقا ممتازا جدا على جميع المستويات. العربي الزواوي (مدرب النادي البنزرتي): نجحنا في المباراة تكتيكيا، درسنا جيدا منافسنا وقد ركّزنا على نقاط الضعف وتمكنا من احباط نقاط قوته، أشكر اللاعبين على انضباطهم وروحهم الانتصارية وأرجو لهم كل التوفيق في بقية مشوار البطولة لتحقيق طموحاتهم وإسعاد انصار «السي.آ.بي».