يعيش المواطن التونسي هذه الأيام على وقع الشراءات المتعددة ونزيف المصاريف الذي لا ينتهي جرّاء استعدادات عيد الفطر والعودة المدرسية. وساعده اجراء صرف الراتب الشهري خلال هذه الفترة على مجابهة هذه المصاريف لكن السؤال الذي يفرض نفسه كيف سيجابه التونسي نفقات ما بعد العيد والعودة المدرسية سيما وأن شهرية أكتوبر لا يمكن ان ترى النور إلا بعد أكثر من شهر؟ ظرف استثنائي تحدّثت «الشروق» الى بعض المواطنين بحثا عن اجابة لهذا السؤال فأفاد حسيب الجويني (موظف) ان التونسي مطالب خلال الفترة القادمة بأخذ الاحتياطات اللازمة لأنه مقبل على فترة صعبة حيث قام بصرف أغلب الشهرية ان لم نقل كلها على ملابس العيد وحلوياته واللوازم المدرسية. وقال: ان الحل يكمن في تطبيق سياسة التقشف القصوى والرضى بالقليل». وأفاد طيّب الصالحي ان الظرف الصعب الذي سيعيشه التونسي بعد العيد هو امر مفروغ منه بسبب نزيف المصاريف الذي عاشه منذ بداية الصائفة وحول الحلول الممكن اتخاذها ليمرّ شهر اكتوبر بسلام أفاد ضاحكا: «الروج وما أدراك مالروج». ويعني بذلك استغلال الامكانيات التي يوفرها البنك لمثل هذه الضغوطات. لكن ما نخشاه في هذه الحالة هو ان يظل التونسي في الروج أشهرا عديدة جرّاء تواتر المناسبات القادمة لاسيما منها عيد الاضحى واحتفالات رأس العام. وأضاف محدثنا ان كثرة مناسباتنا تهدّ الجبال والمطلوب عدم الإكتراث بالتقليد وممارسة سياسة العنف على الشهرية. وبدا حسن بريكة من خلال حديثه إلينا معتدلا في تفكيره ممسكا بزمام المصاريف والنفقات ورغم ذلك قال: «أشعر بجسامة الفترة القادمة لاسيما وأني العائل الوحيد للأسرة ولي أبناء يدرسون». وقال مازحا: «دعي العيد يمرّ ثم نتناقش في الشهر الذي يليه». العيد يمرّ هي كلمات تدل على قيمة الضغط الكبير الذي يعيشه التونسي خلال هذه الفترة كما تفضي الى مسألة هامة وهي ان مناسباتنا ابتعدت عن غاياتها الايجابية لتسقط في السلبية وبالتالي إثقال كاهل المواطن. ووجد حسن بريكة في تطبيق سياسة الحوار مع الأبناء الحل على خلفية ان مطالبهم كثيرة ولكن تعويدهم على الحياة وفق الامكانيات امر مطلوب. وقال رشيد حمراني: «سوف نعيش شيئا من الخلل بعد العيد نظرا لكثرة مصاريف العيد». وعن نفسه أفاد انه حصل على منحة الانتاج خلال الفترة الماضية الشيء الذي مكّنه من مجابهة عديد المصاريف ومع الشهرية التي كان بصدد سحبها عندما التقيناه يمكن ان يصل الى نهاية الشهر القادم بسلام. وعموما المواطن التونسي متعوّد على هذه «الغصرات» لأن مناسباتنا عديدة ومتواترة وزاد حبّ التقليد الأعمى والتباهي أمام الآخرين الطين بلّة ولكن الهياكل المعنية يجب ان تنتبه لتفاقم ظاهرة المديونية.