تسببت الأمطار الطوفانية التي هطلت على مدينة الرديف وبقية مدن ولاية قفصة في هلاك 17 شخصا وفق ما أكدته مصادر من المستشفى المحلي بالرديف، اضافة الى 8 جرحى منهم اثنان وصفت حالتهما بالخطرة، فيما تضاربت الارقام حول أعداد المفقودين. ومن بين الضحايا زوجة وزوجها توفيا على سريرهما اذ طفا السرير بجثتيهما فوق الماء فيما نجا إبناهما اللذان عجزا عن انقاذهما. كما توفيت عجوز ستينية بعد سقوط جدار الغرفة عليها في حي المغرب العربي وجرفت المياه طالبة تبلغ من العمر 22 عاما كانت غادرت منزلها لامتطاء الحافلة في اتجاه صفاقس للالتحاق بمؤسستها الجامعية فلقيت حتفها. وارتفع منسوب المياه في الرديف ليتجاوز المترين في بعض الاماكن (2.18 مترا). وغمرت المياه بعض الادارات والمنشآت العمومية والحقت بها أضرارا هامة ومتفاوتة ومنها القباضة المالية بالرديف وكذلك فرع التجاري بنك. وجرفت الامطار الطوفانية في الرديف محتويات وسلع متاجر المواد الغذائية ومحلات الخضر والغلال والحقت بأصحابها أضرارا كبيرة. وجرفت المياه كذلك عشرات السيارات وأضرّت بعديد المساكن واقتلعت أعمدة الكهرباء والهاتف وعشرات الاشجار. وانقطع النور الكهربائي منذ فجر الاربعاء الى حدود بعد عصر أمس رغم تدخلات اعوان الشركة. وهبّت مختلف السلط الجهوية والمحلية وأجهزة الحماية المدنية والأمنية بمدينة قفصة منذ الصباح الباكر لتقديم الحماية اللازمة والمساعدات اللازمة لأهالي الرديف وقد وقع انتشال ثلاث جثث الى حد كتابة هذه الاسطر. وتحول والي قفصة الى مدينة الرديف لمعاينة الاضرار والتخفيف من معاناة الاهالي، وأعطى تعليماته لمختلف الاجهزة الصحية والامنية التي هبّت لمساعدة الاهالي ونجدتهم ووقع تقديم مساعدات غذائية للعديد من أهالي المنطقة وتخصيص مآوى وقتية لهم. كما تسببت هذه الامطار في أضرار جسيمة بعدة منازل أخرى دون سقوطها. وأعادت هذه الامطار نشاط وادي بيّاش بمدينة قفصة الذي ينطلق من الجزائر من أعالي الجبال الشمالية والوسطى ليشق مدينة فريانة ثم مدينة قفصة الى أن يعود الى الجزائر جنوبا وكان مدعاة للفرجة من طرف الاهالي ولم يتسبب في اي ضرر رغم هيجانه وبلوغ ارتفاعه حوالي المترين. وخلافا لما أشيع فإنه لم يلحق بقية مناطق قفصة اي ضرر، سوى تعطل حركة المرور وازدحامها وسط المدينة والعديد من المناطق المتاخمة.