شرعت قناة «نسمة. تي.في» نهاية الأسبوع في بث السلسلة البريطانية«بيت صدّام حسين» في نسختها العربية بعد ان بثّت خلال شهر رمضان مسلسل «هدوء نسبي» اخراج شوقي الماجري وإنتاج روتانا ومجموعة من الشركات الخليجية والمصرية. وبهذا التوجه تكون قناة نسمة.تي.في قد بدأت تدخل في منافسة حقيقية وجدية مع القنوات التونسية الأخرى تونس 7 و21 وحنبعل فقد فازت بسبق أول وثان ببثّ أعمال درامية لها قدرة على شدّ المشاهد التونسي بل العربي الذي مازال لم يتخلص من صدمة احتلال العراق وتدمير بلاد كانت نموذجا في التنمية والإشعاع العلمي والثقافي قبل ان تصلها الدبابات الأمريكية والبريطانية بتوجيه من مجموعة من تلاميذ مراكز المخابرات الأوروبية والأمريكية والاسرائيلية ليتحوّل العراق في أيام معدودة الى ركام من الخراب والجثث. «بيت صدّام حسين» مسلسل في أربع حلقات وعنوانه بالأنقليزية House of saddam. وهو من اخراج البريطاني إليكس هولمز وإنتاج قناة بي.بي.سي وبطولة الممثل الاسرائيلي من اصل عراقي يجال نور الذي مثّل دور صدّام حسين وقد تم تصوير المسلسل في تونس ونفّذته شركة إنتاج تونسية وشارك فيه عدد من الممثلين التونسيين منهم لطفي العبدلي وقد حقق هذا المسلسل نسبة مشاهدة عالية ففي بريطانيا شاهده 13 بالمائة من البريطانيين يعني 2.7 مليون مشاهد. مخرج المسلسل قال ان حياة صدّام حسين تشبه الدراما الشكسبيرية وقصص المافيا والعصابات وقد كان المسلسل منذ حلقته الاولى وفيا للخطاب البريطاني الأمريكي الاسرائيلي في إدانة صدّام حسين وسلطة حزب البعث واعتبارهما مسؤولان عن تعطيل المشروع الديمقراطي في الشرق الأوسط انطلاقا من العراق الذي يجب ان يكون تحت حكم ديمقراطي يجعل من اسرائيل بلدا صديقا بل شريكا للدول العربية ولم لا عضوا في الجامعة العربية! وكل هذا لن يتم الا بإزاحة صدّام حسين وهو ما حدث قبل ست سنوات! المسلسل حاز على اجماع كبير في مستواه الفني والتقني ولكن هل سنرى مسلسلا او حتى شريطا وثائقيا من إنتاج بريطاني او أمريكي يدين جرائم الاحتلال في «أبوغريب» وقتل الأبرياء وإبادة الأطفال وسرقة الآثار واغتصاب حرائر العراق؟ هل سنرى عملا دراميا يقدّم للعالم كيف تقدم دولة تدّعي الوصاية على القانون والديمقراطية وحقوق الانسان على غزو بلد آمن وشعب مسالم تفصله آلاف الكليومترات عنها بسبب ذنب وحيد وهو الثروة المادية والرمزية؟ طبعا لن نرى هذا ما دامت شركات الانتاج السينمائية والتلفزيونية في العالم خاضعة في جانب كبير منها للوبي الصهيوني وأنصاره ومريديه!