تعتبر المدرسة الابتدائية «الأسوار» بالقيروان أقدم المدارس والمؤسسات التعليمية بالجهة. ومنذ تأسيسها سنة 1894 على يد الفرنسيين، عرفت هذه المنارة البارزة محطات تاريخية مميزة جعلت منها علاوة على منارتها العلمية رمزا للصمود والعراقة لما تطويه من أحداث تاريخية يحفظها أرشيف المدرسة.. بعد 13 سنة من استقرار الحماية الفرنسية بالايالة التونسية سنة 1881، عمد المعمرون إلى إنشاء مدرسة ابتدائية لخاصة أبنائهم، اختير سور المدينة العتيقة أن يكون أحد واجهاتها لما لذلك من دلالات وإيحاءات حضارية، فكانت مدرسة للصبيان الفرنسيين خاصة تولى إدارتها هيئة فرنسية. ومنذ تأسيسها شهدت مدرسة «الأسوار» محطات تاريخية بارزة. موعد مع الحروب فلم تنج إبان الحرب العالمية الثانية من أعمال الحرب التي طالت فضاءها، حيث احتلتها القوات الألمانية حال دخولهم المدينة فحولوها الى مستشفى لمعالجة الجرحى ومركز للتدريب وثكنة عسكرية قبل أن تستأنف الدروس في المدرسة مع تقهقر جنود المحور لتشهد تغيرات محورية مع شخصيات بارزة اضاءت تاريخها وأولهم عميد الأدب المعاصر محمد الحليوي الذي عرف من خلال مراسلاته مع الشابي. الحليوي، أول مدير تونسي ومن أهم الفترات المضيئة في تاريخ المدرسة تسلم الأديب المرحوم محمد الحليوي (من مواليد 1907 بالقيروان) إدارة المدرسة الفرنسية العربية في أكتوبر 1956. (وللإشارة فان السنة الدراسية كانت تنطلق في غرة أكتوبر). وامتدت فترة إدارته للمدرسة العربية الفرنسية إلى غاية 2 جانفي 1961 ثم تلاه محمود عبد الله من 3 جانفي 1961 إلى 30 سبتمبر 1969 قبل أن يتسلم حسن عطاء الله الذي امتدت فترة إدارته 22 سنة من 1969 إلى 1991. ثم تداول عليها أفذاذ التربية والتعليم وصولا الى المربي نورالدين المناري بداية من غرة أكتوبر 2008. منارة فارقة تمثل مدرسة «الأسوار»، أقدم المنارات العلمية بالقيروان بل لعلها الأبرز من المدارس العريقة أحيل بعضها الى مهام أخرى (الفتح والامينية تحولتا إلى معهد عال للفنون والحرف). لكن بفضل جهود الصيانة وحرص الجهات المعنية تمكنت المدرسة من تحدي أهوال الزمان وتجاوز خطر الاندثار. وقد تم في هذا الصدد تعهد المدرسة بالصيانة والترميم شملت مختلف أركان المدرسة التي لا تزال تحافظ على طابعها الهندسي منذ منشئها الأول.