القيروان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2009 عنوان لم يتأسس من فراغ... محطة تاريخية وحضارية وإنسانية هامة تلك التي تستعد لها منذ فترة تلك المدينة العريقة المؤسسة منذ سنة 50 للهجرة الموافق ل670م، هذه الأرض الطيبة وقع إدراجها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي وعلى أديمها أقام عقبة بن نافع ذلك الجامع الأعظم. القيروان كانت وما تزال منارة تعليمية هامة إلى جابن جامع القرويين بفاس والجامع الأزهر بالقاهرة ومنها ظهر أعلام على غرار: أسد بن الفرات، أحمد بن الجزار، الحسن بن رشيق، علي الحصري وبعدهم الشاذلي عطاء الله ومحمد الحليوي والقائمة تطول ومعين العلوم في القيروان لا ينضب. تستعد القيروان هذه الأيام برعاية من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث لتتسربل بأحلى حلّة ولتكون في الموعد مع الابداع والامتاع والمؤانسة، ضربة الانطلاق ستعطى يوم 8 مارس القادم بموكب في صحن الجامع بحضور شخصيات سياسية وثقافية مرموقة ثم سيكون اللقاء الثقافي الكبير يوم 10 مارس بعرض مشهدي احتفالي ضخم يدوم ساعة من الزمن يجمع بين نفاذ الصورة، وسحر الإضاءة وعذوبة الصوت «القيروان الخالدة» عرض فرجوي وصف بالملحمي يؤلف بين النص والموسيقى والإبهار سيحتضنه جدار كبير هناك في القيروان، وسيتابعه من خلال خيمة عملاقة تجهّز للغرض قرابة 500 مشاهد، هذا إضافة إلى شاشات أخرى عملاقة ستنقل هذا العمل إلى أكبر عدد من المتيّمين بحب القيروان هذا العمل صاغه الأستاذ علي اللواتي ونسج منظومته الموسيقية مراد الصقلي أما الإخراج فهو لإلياس بكار. ولأن تونس تبقى دائما أرض اللقاء بين مختلف الثقافات فإن هذا الإنجاز الفني سيكون في ذات الآن بثلاث لغات: العربية والفرنسية والانقليزية. وفي هذا الإطار تحرص كل الأطراف الساهرة على إنجاح هذه التظاهرة على تهيئة ساحات أولاد فرحان وعقبة وباب الجلادين لتكون منارات تحيط بالجوهر باللب بالقيروان التي تنبعث من بين منازلها وأرباضها رسالة التسامح والتثاقف والسلم من أرض ابن شرف ستقدم بلادنا صورة الإسلام الحضاري الذي يؤمن بالاختلاف في واقع التماهي. القيروان ستفتح ذراعيها لاستقبال ضيوفها وهي جاهزة كأحسن ما يكون لتحتضن الندوات والمطارحات الفكرية. نبيل الباسطي للتعليق على هذا الموضوع: