افتتحت يوم الاثنين بالقيروان عاصمة الثقافة الاسلامية تحت رعاية الرئيس بن علي فعاليات الندوة الدولية «الاحتفاء بكبار علماء القيروان» التي تتواصل إلى غاية الاربعاء 30 سبتمبر تحت إشراف الأستاذ الأزهر بوعوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي وبحضور والي القيروان ياسين بربوش وشيخ المدينة وعبد الحميد هرامة ممثل منظمة الايسيسكو ومحمد علي دريسة رئيس جامعة القيروان وجعفر ماجد المنسق العام لتظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية ونحو 30 باحثا وجامعيا من الدول العربية والإسلامية بالإضافة إلى ثلة من مكونات المجتمع المدني وأهل الثقافة بالقيروان. وأكد الوزير بوعوني في كلمته الافتتاحية ان ندوة الاحتفاء بكبار علماء القيروان تهدي فرصة اللقاء في هذه المدينة الخالدة بجمع من المفكرين للاحتفاء بالقيروان التي تستقبل ضيوفها مرة أخرى لتبرهن أنها قبلة علم وفقه ووجهة الباحثين والدارسين. مبينا ان اللقاء في عاصمة الأغالبة يعد محطة للإثراء المتبادل واللقاء المثمر وإجابة لدعوات عقبة أن تملأ علما وفقها وأن تبلغ عزة ومجدا وحضارة. من جهته أوضح عبد الحميد هرامة (الايسيسكو) ان هذه الندوة التي تحتفي برجالات العلم والثقافة القيروانيين لهي تعبير عن مواصلة اشعاع القيروان وتأهيلها لمزيد البذل. وبين ان البحوث التي ستعرض ستقدم مادة علمية هامة عن التاريخ العريق وبيان أهمية دور القيروان في إشاعة العلم عبر القرون في شتى العلوم، كما تأتي تعزيزا للحوار الثقافي. وليس بدعا ان تستعيد القيروان صورتها كعاصمة للثقافة الإسلامية بحسب الدكتور جعفر ماجد الذي بين ان القيروان لن تنسى منة الرئيس بن علي في إيلاء المدينة والعلماء حقهم المستحق. المدينة والعولمة وعلى هامش الندوة أكد الدكتور خالد عزب (من الاسكندرية) ان الاحتفاء بالقيروان يعد فرصة للتعريف بهذه المدينة ومناسبة لخلق مجال ثقافي إسلامي عام في ظل العولمة ويؤكد دور المدينة خاصة المدن التي أخرجت كثيرا من العلماء وكان لها دور حيوي في ترسيخ العلوم كما كان الحال في العصور الوسطى بالقيروان والتي بدأ فيها العلم في مسجدها الجامع. وأبرز الباحث عزب ان مداخلته ستتناول بالدرس دور الجامع الأعظم وعمارته في نشر العلوم كجامعة. الدكتور مراد الرماح محافظ مدينة القيروان بين ان اسهامات القيروان على امتداد أربعة قرون في مجالات المعرفة جعلتها مدرسة تشع على كامل حوض البحر المتوسط وبذلك استحقت تسميتها باحدى عواصم المعرفة. جلسات علمية وتتوزع الندوة على (5) جلسات علمية بين نزل القصبة وكلية رقادة ومركز الدراسات الاسلامية تتناول حياة العلم والثقافة بالقيروان وتقديم لأعلام القيروان البارزين وكذلك الحديث عن الكتب والمعالم. وتختتم الندوة ظهر اليوم الاربعاء 30 سبتمبر بقراءة البيان الختام وتلاوة التوصيات. هذه الندوة الدولية تحمل رقم 37 في أنشطة تظاهرة القيروان عاصمة إسلامية التي بلغت نحو 141 نشاطا متنوعا. وتهدف بحسب السيد حمادي الجوادي إلى ابراز مكانة القيروان ومدى حرصها في الأخذ بناصية العلوم. وتعد الندوة لمسة وفاء للقيروان ورجالاتها وتقديرا لاسهامات المدينة وعلمائها في نشر العلم والثقافة والتواصل مع العالم. فهل سيذكر التاريخ أسماء من التاريخ المعاصر يحتفى بهم نظير الاحتفاء بالقدامى أم هم مجرد عابري سبيل؟ للتاريخ كلمته.