تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة اليوم مسيرة حاشدة بمشاركة ديبلوماسيين أجانب لاحياء، ذكرى انتفاضة الأقصى التي اندلعت شرارتها قبل تسع سنوات، وسط دعوات من رجال دين مسلمين ومسيحيين للزعماء العرب والمسلمين للتحرّك العاجل من أجل حماية القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية. وفي سابقة منذ قيام اسرائيل أعلنت لجنة المتابعة العربية العليا أن ممثلي نحو عشر سفارات أجنبية اتصلوابها خلال الايام الاخيرة وأعربوا عن نيتهم في التجوّل في البلدات العربية اليوم للمشاركة في هذه المسيرة. واندلعت انتفاضة الاقصى في موفّى سبتمبر من عام 2000 عقب دخول رئيس حكومة الاحتلال الاسبق أرييل شارون للحرم القدسي تحت حراسة 3000 جندي وشرطي اسرائيلي واستشهد حينها 13 فلسطينيا برصاص جنود الاحتلال. نقطة تحوّل وذكرت صحيفة «القدس» الفلسطينية أنه من المقرر أن تجري المسيرة في بلدة عرابة داخل الخط الأخضر. ووفقا لمصادر اللجنة فقد طلب المندوبون الأجانب عدم ذكر أسمائهم بهدف احباط أي محاولات من جانب سلطات الاحتلال للضغط عليهم ودفعهم الى إلغاء مشاركتهم. وأضافت تلك المصادر أن مشاركة ديبلوماسيين أجانب تمثل نقطة تحوّل في الطريقة التي سيتعامل بها العالم بخصوص العلاقة بين فلسطينيي 48 وحكومة الاحتلال الاسرائيلي. وقال المدير العام للجنة عبد عنبتاوي إن «هذه هي المرّة الأولى التي نعلم فيها باهتمام بهذا الموضوع» مضيفا أن «بعض مندوبي السفارات أعلنوا أنهم سيتجوّلون في البلدات العربية ويعتزمون المشاركة في المسيرة، وتشمل القائمة ممثلين عن عشر سفارات أجنبية، بعضها لدول مركزية وذات نفوذ». وكانت لجنة المتابعة العربية العليا قرّرت تنظيم اضراب عام في التجمعات السكانية لفلسطينيي 1948 كامل اليوم الخميس. وأبلغ محمد زيدان، رئيس اللجنة، الديبلوماسيين الأجانب في اسرائيل بالاضراب في رسالة وجّهها إليهم، وعدّد الأسباب التي أدّت الى اتخاذ قرار الاضراب ومن بينها القوانين والأنظمة التي تتّصف بالعنصرية مثل القانون الذي يحظر احياء ذكرى النكبة وما يسمّى بقانون اصلاح الاراضي الوطنية وعواقبه على اللاجئين الفلسطينيين ومبادرة تغيير أسماء المدن والقرى العربية الى أسماء عبرية. وفي هذا السياق أصدر القائد العام للشرطة الاسرائيلية دودي كوهين تعليماته لقادة الالوية المختلفة برفع درجة التأهب لمنع التظاهرات العربية وهدد بلجوء الشرطة الى التشدّد مع كل «من يسلك العنف» حسب تعبيره. رسائل عاجلة وبالتوازي مع التحركات على الأرض وجّه رجال دين مسلمون ومسيحيون رسائل عاجلة الى الزعماء العرب والمسلمين يطالبونهم فيها بالتحرك العاجل لحماية القدس. وأكّدت هذه الشخصيات الدينية في مؤتمر صحفي عقد بمدينة رام ا& بالضفة الغربية أن اسرائيل قررت الاستيلاء على المسجد الاقصى وأن محاولة اقتحام الحرم القدسي الأحد الماضي اختبار لقدرة الشعب الفلسطيني على حمايته. وعقد المجلس الوطني الفلسطيني، التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية أمس في عمان اجتماعا لبحث المواجهات الاخيرة في المسجد الاقصى. من جانبه حمّل رئيس الهيئة الاسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري الشرطة الاسرائيلية مسؤولية الاحداث التي شهدها المسجد الاقصى الأحد الماضي.