«نعم للتلفزة الدور الكبير والمهمّ في خدمة الممثل المسرحي بصفة خاصة والعملية المسرحية بصفة عامة... لكن مثلما تعمل التلفزة على تحقيق الشهرة السريعة للمسرحي فإن هذا الأخير أيضا يعطي للتلفزة من خبرته وقدراته لأنه مبدع جاهز وبالتالي فإن العملية بين هذا الثنائي تكاملية تنطبق عليها مقولة الأخذ والعطاء». هكذا تختلف بعض الأسماء المسرحية ل«الشروق» حول مدى خدمة التلفزة للمسرح خاصة وأن بعض الممثلين الذين أبدعوا في المسرح لمدة سنوات عدة وأنتجوا الكثير من الأعمال. لم يعرفهم الجمهور إلا بعد ظهورهم في التلفزة وهو ما جعلنا نتطرق الى هذا الموضوع من خلال آراء بعض الممثلين المسرحيين الذين مرّوا بالتجربة. أسماء كبيرة وعناوين متنوعة وأعمال مختلفة تآكلتها الرفوف وبقيت طيّ النسيان... ابداعات مسرحية لم يعد يذكرها الجمهور بل نساها بمجرد مغادرة مقاعد المسرح، بالرغم من مدى عمقها في طرح المواضيع التي تمسّ شواغل الناس على غرار رياح لكمال التواتي والتي عرضت في الثمانينات ولم يعد يذكرها الجمهور الى يومنا هذا و«عطشان يا صبايا» لمنصف السويسي و«الماريشال» و«عمار بُوزْوِرْ» بطولة عبد القادر مقداد وبعض الأعمال لنور الدين الورغي والفاضل الجعايبي، ولولا التلفزة التي أعادت البعض من هذه المسرحيات الى المشاهد لما بقيت هذه العناوين في حيّزها الزمني. للتلفزة الدور المهمّ يقول المسرحي جعفر القاسمي في هذا الصدد أن للتلفزة الدور الكبير في خدمة الممثل بصفة خاصة والعملية المسرحية بصفة عامة سواء كان ذلك عن طريق الاشهار أو البرامج المختصة الى جانب مشاركة بعض المسرحيين في أعمال درامية وهو ما يساهم بشكل كبير في شهرة الممثل المسرحي لأن للتلفزة جمهورا أكبر من المسرح على حدّ تعبيره وأضاف جعفر القاسمي أن العلاقة بين الممثل المسرحي والتلفزة هي علاقة تكامل لأنهما يخدمان بعضهما. والمسرحي يضيف الى التلفزة لأنه يملك الآليات فهو جاهز ولا يحتاج الى الوقت حتى يقدم عملا تلفزيا متكاملا وبالتالي يقول جعفر القاسمي أنه لا أحد ينكر فضل التلفزة على المسرح. تكامل وفي هذا السياق يمكننا أن نعود بالذاكرة الى «الكريطة» للمين النهدي التي تآكلتها السنون بالرغم من نجاحاته في «المكي وزكية» و«في هاك السردوك انريشو» إلا أن بعض الأعمال التي سبقت ظهوره التلفزي لم يعد يذكرها الجمهور. وحول خدمة التلفزة للمسرح تقول الممثلة زهيرة بن عمار «لكل ميدان جمهوره إلا أن جمهور التلفزة يفوق جمهور المسرح لأن الامكانات وظروف التلقي مختلفة، وبظهور الممثل المسرحي في التلفزة تضيف بن عمار كسب للمبدع الذي يتمكّن من امتلاك نوع آخر من الجمهور وتلك هي غاية الفنان، لتبقى العملية بين هذا وذاك (التلفزة والمسرحي) عملية أخذ وردّ وتكامل بينهما. غير أن الأعمال المسرحية الجيّدة تقول زهيرة بن عمار تبقى في ذاكرة المتفرّج لأن جمهور المسرح اليوم واع ومثقف ويستهلك المادة الجيدة مؤكدة أن بظهور الممثل المسرحي أيضا في أعمال درامية تلفزية يحقق الاضافة لمسيرته وخدمة مستقبله الفني.