شهدت الجولة الأولى من المحادثات بين طهران ومجموعة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا أمس لقاء نادرا هو الأول منذ نحو 30 عاما بين مساعد وزيرة الخارجية الأمريكي ويليام بيرنز وممثل ايران في المحادثات سعيد جليلي في مؤشر اعتبره مراقبون بداية إنفراج الأزمة بين واشنطنوطهران رغم الحديث عن دفعة جديدة من العقوبات أعدتها الولاياتالمتحدة في حال عدم التوصل الى تفاهم مع الجانب الايراني. فقد أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرت وود أن بيرنز الذي يرأس الوفد الأمريكي التقى أمس في جنيف رئيس الوفد الايراني المفاوض سعيد جليلي على هامش المحادثات المتمحورة حول الملف النووي الايراني. وقال وود إنه ليس لديه أية تفاصيل عن هذا اللقاء، وهو الأول الذي يتناول قضية ثنائية بين البلدين منذ قطع العلاقات الديبلوماسية بين طهرانوواشنطن عام 1980. مفاوضات شاقة وانتهت الجولة الأولى من المحادثات بين الدول الست وإيران أمس في احدى ضواحي مدينة جنيف السويسرية دون أن تتسرب أية معلومات عن هذه المحادثات حيث منعت الطواقم الصحفية من الاقتراب من المبنى الذي جرت فيه اللقاء واتفق الجانبان علي إجراء مزيد من المحادثات قبل نهاية الشهر الجاري. ونقلت تقارير صحفية عن مصدر ديبلوماسي قريب من المباحثات أن القوى الست الكبرى ستمنح إيران مهلة حتى نهاية العام الحالي لإثبات أنها لن تستخدم برنامجها النووي لأغراض عسكرية. ونسبت التقارير الى المصدر قوله ان «الحكومات الغربية ستسعى الى فرض عقوبات جديدة صارمة عن طريق الأممالمتحدة ضد ايران في حال لم يتم التوصل الى تسوية، مشيرا الى أن «الكرة في ملعب الايرانيين وما يفعلونه في جنيف سيكون الاختبار الحاسم بالنسبة إليهم». وتؤكد واشنطن أنها لن تهدد بفرض عقوبات جديدة على طهران ولكنها أعدت حزمة منها في حال عدم احراز المحادثات أي تقدم. وقال مسؤول أمريكي بارز في واشنطن «لا يمكن أن تكون هذه عملية زائفة، لا يمكن أن تكون مجرد تحصيل حاصل بالنسبة الى الايرانيين». وقد أجمع مراقبون على أن جولات المحادثات التي تخوضها إيران مع ا لقوى الست تختلف هذه المرة عن سابقاتها. ويقول ديبلوماسيون ان السؤال الأكبر هو ما إذا كان المفاوض الايراني مستعدا للإجابة عن تساؤلات الغرب حول المنشأة النووية التي كشف عنها الأسبوع الماضي ومدى استعداد طهران لاستقبال مفتشين دوليين لزيارة هذه المنشأة واخضاع جميع منشآتها النووية لرقابة دائمة للوكالة الدولية للطاقة الذرية. مبادرة نجاد وقد استبق الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد محادثات جنيف أمس بإعلان استعداد بلاده شراء يورانيوم مخصّب الى الدرجة التي ترغب فيها من طرف ثالث بدلا من تخصيبه بنفسها ولتخفيف مخاوف الغرب في هذا المجال. وقال نجاد أن «ايران تريد شراء يورانيوم تبلغ درجة تخصيبه 19.75٪ لمفاعل طهران النووي». وأضاف نجاد «لقد عرضنا أمام من هم مستعدون وقلنا اننا نرغب في شرائه منهم بموجب القوانين وأن بعض الدول قدمت مقترحات في هذا الصدد». وقد وصفت اسرائيل المحادثات بأنها «مضيعة للوقت» مؤكدة أن طهران لن تتخلّى مطلقا عن المساعي المنسوبة إليها للحصول على أسلحة نووية داعية الى فرض عقوبات «حقيقية» عليها. وقال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي سيلفان شالوم ان محاولة فرض عقوبات في اطار مجلس الأمن الدولي على ايران هي أيضا مضيعة للوقت لأنه من غير المرجح أن تؤيد الصين وروسيا مثل هذه الخطوة معتبرا أن «ما يجب القيام به هو فرض عقوبات من جانب الولاياتالمتحدة وأستراليا واليابان والاتحاد الأوروبي».