استولى شقيقان على مبلغ 7000 دينار من داخل مقر شركة بشواط قرب طبربة ولما تفطن إليهما الحارس تولى احدهما الضغط على رقبته بكلتا يديه ثم قام الثاني بخنقه الى حد القتل بواسطة قميصه الداخلي «خلعة» بعد تمزيقه. وبعد إحالتهما على أنظار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس قضت بالسجن المؤبد في حقهما. وبالعودة الى ملف القضية ووقائعها التي جدّت بجهة شواط قرب طبربة، حيث اتفق شقيقان على الاستيلاء على ممتلكات مقر شركة بالجهة مختصة في توزيع أجهزة إلكترونية. وللغرض تسلّحا بسكين وقضيب حديدي وتوجها في حدود الواحدة والنصف ليلا الى المكان المتفق عليه، حيث طافا بالمبنى لمدة تفوق النصف ساعة ثم تسلّقا السور الخارجي وقفزا الى داخل المقرّ وترجلا في هدوء الى إحدى النوافذ حيث ألفياها مفتوحة ورغم صغر فوهتها فإن احدهما نجح في الدخول عبرها، وولوج المقرّ ثم فتح أحدهما الأبواب من الداخل وقاما بتفتيش مختلف المكاتب الى أن عثرا على مبلغ مالي قدره سبعة آلاف دينار استوليا عليه ثم واصلا التفتيش للبحث عن ممتلكات أخرى للاستيلاء عليها. وجاء في الأبحاث المجراة ان حارس مقر الشركة لفتت انتباهه حركة غير عادية داخلها فتوجه لاستجلاء مصدر الضجيج وأثناء بحثه بين أرجاء المكاتب تفطّن اليه المظنون فيهما واختفيا عن أنظاره، ثم هاجماه وتوليا تعنيفه الى أن اسقطاه أرضا وواصل تعنيفه مما تسبب في تمزيق قميصه الداخلي «خلعة» ولكن الحارس واصل تصديه إليهما فتولّى احدهما الضغط على رقبته من الخلف بكلتا يديه، في حين قام شقيقه بخنق الحارس بواسطة القميص الداخلي وواصل الضغط الى ان خارت قوى الحارس، وانهار أرضا وتوفي على عين المكان وهو من مواليد سنة 1965 تاركا وراءه ثلاثة أبناء صغار، ابنان وبنت وأرملة. وجاء في تصريحات المتهمين أنهما ما ان تأكدا من وفاة الحارس، حتى لاذا بالفرار حامليْن معهما مبلغ السبعة آلاف دينار الذي استوليا عليه. تعهد أعوان الأمن بالبحث في ملابسات الواقعة وفي ظرف يومين فقط نجحوا في الكشف عن هويتي الشقيقين المتهمين وألقوا القبض عليهما فاعترفا بما نسب إليهما، في كامل أطوار البحث والتحقيق ومثلا مؤخرا أمام هيئة الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، فتراجع الشقيق الأصغر جزئيا في اعترافاته السابقة وأفاد هيئة المحكمة بأنه قام بقتل الحارس بمفرده، دون مشاركة شقيقه الأكبر، الذي غادر المكان عندما تفطّن الحارس اليهما. لكن هيئة المحكمة لم تقتنع بتصريحات الشقيق الأصغر، وتراجعه النسبي في اعترافاته السابقة، وبعد المفاوضة قضت مؤخرا بالسجن المؤبد، في حق الشقيقين المتهمين.