بقلم الشيخ محمد الرزقي الورتاني الإمام الخطيب لجامع الهداية بحي حشاد ببنزرت الجنوبية إن ما نراه من نتائج سلبية وسيئة وأحيانا مأسوية في شبابنا إنما مردها بالدرجة الاولى الى عدم القيام بواجباتنا التربوية وأولها عدم المواكبة لهم في مراحل تعلمهم، بين الحين والآخر تسأل الأب أو الأم عن ابنه أو ابنته فيقول لك إنه انقطع عن التعليم، هكذا بكل بساطة، ما عادش يحب يقرأ، حسم الموضوع من تلقاء نفسه بعدم القراءة، فأين سلطتنا كآباء أو كأمهات في دفع أبنائنا الى النتائج الطيبة. أيها الأحبة في ا& يقول الحبيب المصطفى ے كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته، هاته المسؤولية هي مسؤوليتنا نحن تجاه أبنائنا، أمام رب العالمين، علينا تفقد أحوالهم في مدارسهم وتفقد أخلاقهم ما أشد حاجتنا الى تفقد أخلاقهم ، الخلاصة علينا إعانتهم في طلب العلم وخلق الظروف المناسبة التي تساعدهم على التعلق بطلب العلم والتفوق فيه والوصول الى النتائج التي نرجوها. وأنتم يا أبنائي المعلمين والمدرسين يا أبناء تونس الاعزاء، يا أبناء تونس الاحباء المجتهدين المتفانين الذين يعملون ليلا ونهارا من أجل تثقيف أبنائنا ومن أجل أن يخلقوا وينتجوا من أبنائنا رجالا صالحين لبلدهم، أنتم أيها الأحبة في ا& مسؤوليتكم عظيمة فاجعلوا ا& رقيبا عليكم في ما تبذلونه من جهد في تعليم أبنائنا باخلاص وتفان، أجركم عند ا& عظيم يقول الحبيب المصطفى ے «إن ا& سبحانه وتعالى وأهل السماوات والأرض من الملائكة حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير، أي يدعون بالخير على معلم الناس الخير، وأنتم أيها الأحبة في ا& من هؤلاء من معلمي الناس الخير فإنكم إنما تعلمون أبناءنا الخير فكونوا قدوة لأبنائكم، إن تلامذتكم هم أبناؤكم، وإننا لنلمس ذلك بكل فخر واعتزاز، فعليكم بحسن الخلق فإن أبناءكم من التلاميذ إنما يأخذون عنكم، يأخذون عنكم الكبيرة والصغيرة، حسن الكلام البعد عن الكلام غير اللائق البعد عن الانفعال، البعد عن الشتم واللعن، واحذروا إتيان الافعال التي تنهون عنها، ومنها التدخين، فبماذا تفسرون ظاهرة كثرة التدخين عند أبناء المدارس، إنه تأس بالآباء والإخوة الكبار وأطر التعليم. وأنتم أيها الأولياء، ماذا عساي أن أقول لكم، ونحن نرى النتائج السلبية المفجعة في اللامبالاة من الآباء، إن الجهود تبذل من كل المستويات لترقى بالأب الذي حرم التعليم وحرم نتيجته أيام الظلام، أيام الاستعمار الغاشم والظلم والقهر والاستعباد، حرم من النعم الكثيروفي مقدمتها التعليم، اليوم نرىبين يديك أيها الأب أو الأخ الكبير نرى أمامك من الفرص المجانية ما لا يأتي عليه حصر ولا عد، فكيف تنظر لنفسك بين الناس وأنت مازلت لا تحسن لا القراءة ولا الكتابة ولا حتى كتابة اسمك او قراءة رسالة تصل إليك، أليس ذلك تقصيرا ويا له من تقصير، فهل استفدت من امكانيات تعلمك مع أبنائك، ومن أبنائك، ثم فهل استفدت من امكانيات التعلم التي وضعتها الدولة بين يديك، آخرها كان برنامج تعليم الكبار. إن للأمر تفسيرا واحدا لا ثاني له، وهو أننا لا نعي ما نسمع ولا نهتم بهذا الموضوع، وقديما قيل ان الموجه لهم الخطاب في شأن طلب العلم، لا يهتمون بهذا الشأن، وأن النتائج السلبية التي يجنونها ما هي الا النتائج الحتمية، لقلة الاهتمام للمخاطبين بهذا الموضوع، فهم ليسوا بالاغبياء حاش وكلا ولا بالمتأخرين ذهنيا، وانما مرضوا بعدم الرغبة في التعلم، وإلا بماذا نفسر نبوغ هؤلاء في فيما لا فائدة ولا نفع منه واخفاقه في التعلم، فلو رأيت الكثير من هؤلاء كيف هو نابغة في مختلف الالعاب في المقهى «بعبارة بسيطة ما يتغلبش وما تصعب عليه حتى لعبة كل الألعاب التي تتصورها في بالك» وعندما يتعلق الأمر بأمور تعلم ما ينفعه في دينه وفي دنياه، تجده أبعد ما يكون عن المواكبة. أحبتي في ا&، إن الجهود ينبغي ان تتضافر لنحقق النتائج المرجوة، الأسرة المدرسة الشارع، أما أن نلقي بالمسؤولية على المدرسة فهذا من العبث، فواكبوا أيها الاحبة في ا& أبناءكم وساعدوا المدرسة في أداء مهمتها وسترون النتائج بين أيديكم إن شاء ا&. اللهم وفق أبناءنا في العودة الى مدارسهم ومعاهدهم وكلياتهم ويسر يا رب سبل النجاح أمامهم وأسبل عليهم سترك الجميل يا جميل الستر وابعد عنهم الفواحش والمحن ما ظهر منها وما بطن. نفعني ا& وإياكم بأسرار كتابه ووفقني وإياكم الى الوقوف مع آدابه وحشرني وإياكم في زمرة محمد النبي الكريم وسائر أصحابه. أقول ما سمعتم واستغفر ا& العظيم الجليل لي ولكم ولوالدي ولوالديكم من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ولا حول ولا قوة الا با& العلي العظيم.