أكدت مصادر إعلامية بريطانية أن المجتمع الدولي يتلكّأ في توفير الاموال التي تعهّد بدفعها لمساعدة سوريا على تجاوز كارثة الجفاف المحدقة باقتصادها على خلفية التوتر الذي يخيّم على علاقات دمشق بالكثير من الدول الغربية وبعض العواصم العربية حيال العديد من القضايا الاقليمية. وذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية في عددها الصادر أمس أن المجتمع الدولي لم يقدم حتى اللحظة الاموال المطلوبة بسبب خلافاته السياسية على الرغم من التحركات الاخيرة من قبل واشنطن والرياض. وأشارت الى أن الاممالمتحدة تسعى الى جمع 53 مليون دولار كمساعدات مالية طارئة لسوريا، بيد أنها لم تحصل على أي أموال من الدول المانحة الى حد اللحظة، مؤكدة أن الجفاف يتحوّل بشكل بطيء الى كارثة بسبب تلكؤ المانحين. وأفادت أن المنتظم الاممي وضع المناطق الواقعةشمال شرق سوريا في مقدمة الأولويات الدولية باعتبارها الاكثر تضرّرا والأكثر حاجة للمساعدات. سنوات عجاف وأبرزت في هذا السياق أن الجفاف ضرب بشكل خاص تلك المناطق للسنة الثالثة على التوالي وجعل الكثير من المزارعين يفقدون محاصيلهم الزراعية ويبيعون رؤوس الماشية أو يقدمون على ذبحها. وأوضحت أن حالة «القحط» أجبرت عائلات على النزوح من المناطق المتضررة والتجمع حول العاصمة السورية دمشق مضيفة أن نزوح أكثر من 300 ألف شخص عمّق من حجم المشاكل التي تواجهها البلاد خاصة وهي تحتضن مئات الآلاف من اللاجئين العراقيين. وقالت الصحيفة إن الجفاف حوّل سوريا خلال العام المنصرم الى بلد مستورد للقمح في سابقة لم تشهدها البلاد منذ عقد. من جهته، أكد وزير الزراعة السوري نبي رشيد محمد أن دمشق تسعى الى انخراط أكبر عدد من الاطراف في هذه المشكلة، مبيّنا أن الحكومة السورية تفعل ما بوسعها بيد أن المشكلة أكبر من قدراتها.