mounirbensalha@ gmail.com هناك أخبار تشعر بالخوف عند قراءتها وتفكّر في نفس اللحظة ان تختبئ في أي مكان منعزل لتقضي ما تبقى لك من العمر بعيدا عن الدنيا وأحداثها. كما أنك لا تحتاج الى وسائل حديثة حتى تمارس التعذيب على أحد، بل يكفيك ان تمده بصحيفة حتى يقرأ ان السلطة الفلسطينية وافقت على تأجيل التصويت على تقرير «قولدستون» في مجلس حقوق الانسان، ذلك التقرير الذي أدان اسرائيل بسبب مجازر غزة. هل مازال بعد كل هذا الحجم من الألم والجراح مجال للحديث عن وحدة الصف الفلسطيني وعن تمثيل السلطة للشعب الذي مزّقته القنابل ولا تزال تحاصره من مكان الى آخر!! ان الشهداء لا تقتلهم الصواريخ والدبابات ولكن تقتلهم الخيانات بعد موتهم ومعاهدات الاستسلام والخنوع. بأي حق يتاجرون بالدماء الفلسطينية وبأي حق تتنازل السلطة عن حق الشعب في مسألة مغتصبيه وآكلي لحمه!! لقد كان مجلس حقوق الانسان يستعد لإصدار قرار بإدانة اسرائيل بسبب مجازر غزة غير ان من أنقذ اسرائيل هذه المرة لم يكن أمريكا بل كان فلسطين. إني أتصور ان أعسر مهمة من الممكن ان يواجهها رئيس سلطة هي ان يقف أمام شعبه ليبرر عملا شبيها وليجعل من التخاذل بطولة، لذلك فإني أرأف لحال «السلطة» وأتشوّق لمعرفة الحجج التي سوف تقدمها اليوم للشارع الفلسطيني الغاضب، هل سوف تقول لهم ان كل ذلك كان في اطار مناورة سياسية؟ أم ستقول إنها أرادت غلق الباب على مبادرات دول أخرى؟ أم أنها سوف تعلن وبكل بساطة ان ممثل فلسطين بمجلس حقوق الانسان قد تصرّف من تلقاء نفسه فيقال من منصبه جبرا للخواطر؟ حقيقة يتمنى المرء منّا ان يصلب ألف مرة على ان يعيش يوما من أيام «السلطة». لقد أحسست بعد هذا بمعنى ان يفقد الشعب الفلسطيني «احمد ياسين» و«الرنتيسي» وكل رجال المقاومة الذين وهبوا دماءهم حتى لا يضيع شبر من أرض فلسطين.