أكد الصحفي السويدي دونالد بوستروم مفجر فضيحة سرقة الأعضاء أن دولة الاحتلال الاسرائيلية حطمت رقما قياسيا تستحق أن تدخل بموجبه موسوعة الأرقام القياسية في انتهاكها للقانون الدولي، دون أن تواجه عقابا لأنها محمية من قبل الولاياتالمتحدة و«بمثابة طفلها المدلل» على حدّ قوله. وقال بوستروم خلال مؤتمر صحفي عقده في دمشق أمس الأول، إنه تلقى مئات رسائل التهديد وان أخطرها كانت ثلاث رسائل إلكترونية تهدده بالقتل وبتصفية عائلته اثر نشره مقالا في صحيفة «أفتونبلاديت» السويدية في 17 أوت الماضي، وكشف فيه عن سرقة الاحتلال الاسرائيلي لاعضاء من جثامين الشهداء الفلسطينيين والمتاجرة بها. وأوضح الصحفي أنه عمل على الموضوع لكشف الجرائم الاسرائيلية منذ عام 1992 وأورد هذه الحقائق في كتابه «إن شاء ا&» الصادر عام 2001 الا أن هذا الكتاب لم يلق الاهتمام المأمول. وطالب دونالد بوستروم سلطات الاحتلال بالكشف عن مصير الأعضاء البشرية التي سرقتها موضحا أنه التقى بالعشرات من العائلات الفلسطينية التي أكدت أنها تسلمت رفات شهدائها ناقصة بعض الأعضاء منها وانتهى الى القول انه من حق الأهالي معرفة الحقيقة الكاملة وما حدث لأبنائهم وأعضائهم المسروقة. وأضاف أنه كان موجودا في الضفة الغربية عام 1992 عندما جلبت سلطات الاحتلال جثمان فلسطيني يدعى بلال أحمد غانم وقد قالت عائلته آنذاك ان الجيش الاسرائيلي سرق بعض أعضائه وسمع بعد ذلك روايات مماثلة من 20 عائلة أخرى تسلمت رفات أبنائها وقد ظهرت فيها آثار عمليات جراحية. وأشار بوستروم الى أنه سعى الى تصوير تحقيق وثائقي عن القضية غير أن الأحداث الأمنية التي أدت الى إغلاق المعابر نحو الضفة الغربية وغزة حالت دون ذلك، مضيفا أنه لم يتمكن من العثور على منظمات انسانية مهتمة بالقضية. ولفت الانتباه الى أن قرار سلطات الاحتلال تشريح جثث الشهداء الفلسطينيين الذين يسقطون برصاص جنودها غير مفهوم لأن أسباب الوفاة واضحة معتبرا أن ذلك قد يقود الى إجراء تحقيق دولي في ما وصفه ب«جريمة حرب» من قبل الجيش الاسرائيلي. وبوستروم هو صحفي وكاتب ومصور سويدي اشتهر بكتاباته المتعلقة بالصراع العربي الاسرائيلي وضم كتابه «إن شاء ا&» 200 صورة التقطها في فلسطينالمحتلة رصد خلالها معاناة الفلسطينيين اليومية. وللتذكير فقد انفردت «الشروق» في عددها الصادر بتاريخ 2 أكتوبر الجاري بنشر حوار مع دونالد بوستروم تحت عنوان «هكذا اكتشفت سرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين» وقد تحدث في الصحف السويدية عن تفاصيل رحلة الكشف عن الانتهاكات الاسرائيلية.