هل تنقرض شريحة المطربين من تونس قريبا؟ السؤال يبدو استفزازيا في ظاهره، لكنه مشروع نظرا للمعطيات المتوفرة في المشهد الغنائي التونسي اليوم... فلو ألقينا نظرة خاطفة على برنامج المهرجانات التونسية لهذا العام، وخاصة منها الكبرى نلاحظ السيطرة الكامل للاصوات العربية الاخرى، والغياب الواضح للاصوات التونسية... في المهرجانات... فلو أخذنا مهرجان صفاقس الدولي كمثال لهذه الظاهرة لوجدنا أنه من جملة اثنتي عشرة سهرة غنائية، تسع سهرات منها لاسماء عربية وهي فضل شاكر وأليسا وحسن الاسمر وكاظم الساهر وأمل حجازي ووليد توفيق وإلين خلف فوضيل وحكيم... أما الاصوات التونسية فيقتصر الحضور على الفنانة صوفية صادق والفنان صابر الرباعي، هذا الى جانب عرض خميس ترنان!!! هذا الرصد السريع يبرز لنا اختلال التوازن بين الحضور التونسي والحضور العربي الآخر، وهذه الظاهرة ليست حكرا على مهرجان صفاقس فقط، بل تنسحب على عديد المهرجانات الأخرى كمهرجان بنزرت حيث نسجل 8 سهرات غنائية عربية مقابل ثلاث سهرات غنائية تونسية... واذا كانت ظاهرة تركيز المهرجانات على نجوم الفن العربي على أسماء غير تونسية، فان ظاهرة جديدة بدأت تطفو على السطح، ومن شأنها تهديد الفنانين التونسيين في مجال حيوي الا وهو الافراح الخاصة... في الأعراس فبعد المهرجانات بدأت الاعراس وما شابهها من الافراح الخاصة تسجل حضور نجوم الفن العربي، صحيح ان الظاهرة الى حد الآن مقتصرة على بعض العائلات الميسورة لكن من المنتظر ان تكتسح هذه الاصوات «صالات» الافراح في السنوات القليلة المقبلة (وكل قدير وقدور). واذا أضفنا الى المهرجانات والافراح الخاصة، حفلات المنظمات والجمعيات التي باتت هي الاخرى تركز على نجوم الغناء العربي، نفهم المأزق الذي يعيشه أهل المغنى في تونس، فآخر المعلومات التي بلغتنا تشير الى ان حفل عيد المرآة ستحييه المطربة سميرة سعيد (المفاوضات مازالت جارية) ونحن نتساءل هنا لماذا لم يقع التفكير في مطربة تونسية مثل صوفية صادق أو لطيفة العرفاوي أو علياء بلعيد او حتى أمينة فاخت، أليست هذه الأصوات قادرة على إنجاح سهرة لفائدة المرأة التونسية؟! والسؤال الآن هو هل تنقرض شريحة المطربين من المشهد الغنائي التونسي؟!!