كشف تقرير رسمي عراقي عن سقوط نحو 250 ألف عراقي ما بين قتيل وجريح بين عامي 2004 و2008، في نفس الوقت أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عن استعداد الأممالمتحدة لإرسال مبعوث دولي للتحقيق في تفجيرات «الاربعاء الدامي» وأعمال العنف التي لا تزال تهزّ البلاد والتي أدى آخرها إلى مقتل 8 أشخاص وإصابة 24 آخرين. وأظهر تقرير صادر عن وزارة حقوق الإنسان العراقية الليلة قبل الماضية أن أعداد القتلى بلغت 85694 شخصا من بينهم 34 ألف جثة معروفة و15 ألف أخرى مشوهة. كفاءات مقتولة وأفاد التقرير الذي حمل عنوان «مسودة التقرير الوطني للاستعراض الدوري الشامل أن الفترة الممتدة من جانفي 2004 وإلى حد 31 أكتوبر 2008 شهدت مصرع 263 أستاذا جامعيا و21 قاضيا و95 محاميا و269 صحفيا إضافة إلى سقوط نحو 150 ألف جريح. وخلال تطرقه إلى المفقودين أشارت الوزارة إلى أن عدد المفقودين المسجلين لدى الدائرة الخاصة برصد الأداء وحماية الحقوق في الوزارة يقارب 10 آلاف شخص. ويعدّ إحصاء وزارة حقوق الانسان التقرير الأول الصادر من جهة رسمية عراقية تثبت وتقر بوجود أعداد ضخمة من القتلى والجرحى وتعترف لمدى القصور الأمني الحاصل على الرغم من اختلافها مع الاحصائيات الحقوقية الدولية في أعداد القتلى والجرحى. وعلّل المدير العام لدائرة رصد الأداء وحماية الحقوق كامل أمين هاشم عدم شمول التقرير عدد القتلى الذين سقطوا قبل عام 2004 لعدم وجود أرقام رسمية صادرة عن جهات رسمية يمكن الاعتماد عليها رسميا. وأضاف ان التقرير سيقدّم بعد الانتهاء منه بشكل كامل الى منظمة حقوق الانسان الدولية في جنيف في نوفمبر المقبل كما سيقوم وفد عراقي بمناقشته في العاصمة السويسرية في فيفري القادم. وتعدّ المدة الزمنية ما بين 2004 و2008 الفترة الأكثر دموية إذ أطلقت الميليشيات الدينية المدعومة إيرانيا وقوات الاحتلال الأمريكي العنان لقتل العراقيين واغتصاب الماجدات الحرائر وتعذيب السجناء الأبرياء. مبعوث دولي الى العراق في هذه الأثناء أشار وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس الى أن الأمين العام للأمم المتحدة يخطط لتعيين مبعوث دولي يتولى التحقيق في «الأعمال الارهابية» التي يتعرض لها العراق وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول تفجيرات الأربعاء الدامي. وأوضح زيباري ان المبعوث سيتبين في ختام جولته ما إذا كان الأمر يتطلب تشكيل محكمة دولية من عدمها. وأفاد المتحدث نفسه أن هناك قائمة تتضمن أسماء شخصيات معروفة وقع عرضها على مجلس الأمن لاختيار أحدها كمبعوث دولي للعراق. وفي تعليقه عن «العلاقات السورية العراقية»، زعم أن كافة الاجتماعات السياسية والأمنية التي عقدت مع دمشق باءت بالفشل ولم تصل الى نتائج إيجابية على الرغم من التجاوب العراقي مع الدعوات التركية والعربية. وقال الوزير العراقي ان حكومته لن تحضر مستقبلا أي اجتماعات حول الأزمة مع سوريا نظرا لعدم جدواها في التوصل الى حلول، على حدّ تعبيره. ميدانيا، قتل 8 أشخاص وجرح 24 آخرون في هجمات مسلحة على سوق شعبي، شمال غرب بغداد. وذكرت الشرطة العراقية أن صواريخ أطلقت على سوق في «حي الشعلة» في أعقاب هجوم شنّه مسلحون داهموا متاجر الذهب بالسوق واستولوا على سلعها قبل أن يلقوا قنابل في المحلات.