أكد مسؤولون أمريكيون أن قائد القوات الأمريكية والدولية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال يخشى أن «الفساد» هناك من شأنه أن يمنعهم من الانتصار على تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان» فيما كشفت مراجعة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الاستراتيجية في الحرب في أفغانستان عن انقسامات يصعب انهاؤها بين كبار مساعديه. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» البريطانية عن مسؤولين أمريكيين مطلعين على الملف الأفغاني قولهم ان ماكريستال أكد ان «فساد الحكومة الأفغانية» سيعيد من وصفهم ب«الارهابيين» إلى إفغانستان. تنامي الدعم الشعبي ل«طالبان» وذكرت المصادر ذاتها ان المسؤول العسكري الأمريكي حذر في تقرير له حول الوضع في أفغانستان من أن الفساد سيجعل الأفغان يفقدون الثقة في الحكومة وهو ما سيزيد في رأيه الدعم الشعبي ل«طالبان». وأشار الجنرال إلى أنه حتى مع ارسال قوات إضافية فإنه «يجب الانتباه إلى خطورة الفساد في الأجهزة الرسمية الأفغانية» وفق ما أوردته الوكالة البريطانية نقلا عن التقرير. وفي السياق ذاته قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور الديمقراطي جون كيري إنه «متوجس للغاية» من ارسال المزيد من القوات الأمريكية الى المنطقة «بسبب التجارب الماضية وبسبب بعض التحديات» التي لم يذكرها. وأشار كيري إلى أن الدروس المستفادة من حرب الفييتنام تشير إلى ضرورة عدم إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان «دون وجود خطة خروج واضحة». وأضاف السيناتور الديمقراطي إن «العامل الرئيسي في أفغانستان هو أن علينا معرفة ما الذي يمكن تحقيقه وقياس ذلك من خلال الأهداف الأمريكية خاصة في ما يتعلّق (بالقاعدة)». ودعا كيري إلى ضرورة حسم ما إذا كانت حركة «طالبان» في حدّ ذاتها تمثل تهديدا». انقسام إدارة أوباما؟ وعلى صعيد متصل أظهرت المراجعة التي قام بها أوباما لاستراتيجيته للحرب في أفغانستان انقساما كبيرا بين مستشاريه ومساعديه. وفي هذا السياق يؤيد القادة العسكريون ووزير الدفاع روبرت غيتس استراتيجية تعتمد على استمالة الأفغان وليس فقط «قتل المتشددين»، ويرى القائد الأعلى للقوات الأمريكية في أفغانستان ماكريستال انه من الضروري ارسال 40 ألف جندي إضافي للتمكن من أداء المهام المناطة بعهدته. ومن جهتهم يؤيد مستشارو البيت الأبيض وعلى رأسهم نائب الرئيس جو بايدن تقليص المهمة بحيث تقتصر على القضاء على القاعدة والتركيز بشدة على باكستان وهو خيار سيتطلب اجراء تغييرات بسيطة وعدم ادخال أي تغييرات على مستوى القوات حسب انصار هذه الاستراتيجية. وقد أثارت تلك الانقسامات استياء بعض حلفاء الولاياتالمتحدة في كابول واسلام أباد، ومن المتوقع أن تسبب صدعا بين أوباما والجيش الذي لم يتوقع حدوث هذه المراجعة الشاملة التي يقوم بها البيت الأبيض الآن. كما انتقد الجمهوريون المشاورات التي يجريها أوباما لأنها مطولة للغاية ويقولون أيضا إن هذا التأخير ربما ينتج عنه زيادة جرأة «طالبان.