يقول مؤلف الكتاب في مطلع المقدمة «إن الكتابة والتأليف عن الدولة الفاطمية وخلفائها الأربعة في المغرب العربي يحتّم على ما أرى الرجوع بها وبهم إلى جذورها وجذورهم الأولى في المشرق العربي عامة، وفي الجزيرة العربية خاصة....». ويواصل المؤلف في المقدمة بعد أن استعرض أوجه الشبه الكثيرة بين المشرق والمغرب العربيين وتحدث عن أصول خلفاء الدولة الفاطمية قائلا «...وكان كتاب تاريخ الخلفاء الفاطميين بالقيروان والمهدية الذي منه هذا الجزء. حلما لي... منذ أن علمت أن هذه البلاد التي هي مسقط رأسي مدينة تاريخية عظيمة لا تقل عظمتها عن عظمة القيروان وبغداد...». استعرضت المقدمة عموما موضوع الكتاب ودوافع الكتابة فيه. «أمّا باقي فصوله فقد تعرض الباحث في أولها إلى» المحيط الطبيعي والاجتماعي في الجزيرة العربية «فتحدث تفصيلا عن» القبائل العربية بين الجاهلية والإسلام وعن الخلافة: أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب كما تحدث عن بعض معارك صدر الإسلام معركة الجمل وواقعة صفين وحادثة مقتل علي، الفتنة بين علي ومعاوية وعن الشيعة ومفهومها وفلسفتها وعدد فرقها. ثم انتقل في الفصل الثاني للحديث عن «المحيط الجغرافي والاجتماعي في المغرب العربي فتطرق إلى جغرافية بلاد المغرب الطبيعية والبشرية وإلى طبيعة شمال إفريقيا وإلى مكانها وأصولهم وتاريخهم ثم بحث في حالة المغرب العربي وظهور المذاهب الخارجية قبل أن يأتيه الداعية عبد الله الصنعاني ليخلص بعد ذلك مباشرة إلى نشوء الدّولة الفاطمية بشمال إفريقيا». الفصل اللاحق أعني الثالث تطرق فيه الباحث إلى مؤسس الدّولة الفاطمية عبيد الله المهدي في المشرق العربي فعرف به وأتى على الاختلاف في نسبه وذكر ببعض الافتراءات عنه وبعض الحقائق بشأنه من خلال نصين للباقلاني وابن خلدون. كما تحدث الفصل عن القرامطة وعبيد الله المهدي وعن صفات هذا الأخير. والفصل الرابع من الكتاب استعرض فيه الباحث محطات رحلة عبيد الله المهدي من المشرق إلى المغرب وأهمها مصر التي قدم إليها من طبرية. الفصل الخامس بحث في وجود عبيد الله المهدي في المغرب العربي في كل من طرابلس وفي سجلماسة ومغادرته هذه الأخيرة إلى إفريقية وبداية دعوته بالخلافة. الفصل السادس تحدث عن السياسة الداخلية للخلافة الفاطمية فتحدث عن القضاء والدّواوين والمال والأعمال العسكرية كما تحدث عن قتل أبي عبد الله الصنعاني ومخلفاته. في حين اهتم الفصل السادس بالسياسة الخارجية للخلافة الفاطمية وقد تحدث في هذا السياق عن فتح مصر في ثلاث محاولات الأولى في 914 و 915 م والثانية سنة 918 م والثالثة سنة 931 م كما تحدث الفصل عن غزو المغرب الأقصى وغزو صقلية وغزو الروم وتطرق إلى عبيد الله المهدي وأموي الأندلس. الفصل السابع تكلم عن عبيد الله المهدي في المهدية تحدث عن بناء المهدية وعن منشآتها كالجامع الكبير من العهد الفاطمي إلى عهد الاستقلال مرورا بالعهد الصنهاجي والعهد العثماني كما تحدث عن الماء والصهاريج وعن دار المحاسبات والميناء وقصر القائم بأمر الله وتحدث الفصل في خاتمته عن زويلة.