يشير الدكتور الحبيب الجنحاني في التقديم الذي وضعه لهذا التأليف الى أن الكتاب بحث تاريخي أنهاه في جانفي 1968 بألمانيا ويقول أنه نشر بتونس في نفس السنة ثم عاد اليه بمناسبة الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية 2009 وذكر بسماته بما هو تأليف حرره بألمانيا وقد مكنه ذلك من الرجوع الى مصادر نادرة باللغات الأجنبية وخاصة الألمانية منها.... ومن سمات النص أيضا أنه «لم يكتف بسرد الدراسات التاريخية... بل وقف منها نقديا أما سمته الثالثة فهي كما يذكر الباحث أنه اعتنى بالجانب الاقتصادي والاجتماعي في تاريخ المدينة...» ويذكر الدكتور الجنحاني أيضا أنه أدخل على هذا النص في طبعته هذه «تحويرا جذريا مع اضافة فصول جديدة». تشكل الكتاب في مجمله من تقديم ومن خمسة فصول وملحقين وقائمة بالمصادر والمراجع. الفصل الأول بمثابة فصل تمهيدي وقد اعتنى بالفتح العربي وتأسيس القيروان فتعرض لفتح مصر والى الحالة السياسية في شمال افريقية قبيل الفتح العربي والى مراحل فتح بلاد المغرب العربي ليصل الى تأسيس القيروان وتطور حركة العمران بها. الفصل الثاني قدم لمحة موجزةعن النظم السياسية التي حكمت القيروان بدأها بعصر الولاة الذين حكموا افريقية بعد موسى بن نصير ثم تحدث عن الإمارة الأغلبية وأورد جدولا بالولاة الذين حكموا دولة الأغالبة من ابراهيم الأول الى زيادة الله الثالث ثم تحدث الفصل بعد ذلك عن الدولة الفاطمية في المغرب وعن أبرز أحداثها ثم عرج على الدولة الصنهاجية واستعرض، في قائمة، أمرائها من بلكين بن زيري الى الحسن بن علي وانتهى الفصل بإلقاء نظرة على سير دواليب السلطة في القيروان وعلى النظام الإداري والمالي الذي عرفته دولها المختلفة. الفصل الثالث بحث في «علاقة القيروان بفضائها الجغرافي والحضاري فتحدث أولا عن القيروان وصقلية ثم عن القيروان والأندلس وعن القيروان المعماري الإسلامي وعن الجامع الكبير. الفصل الرابع خصصه الباحث للحديث عن الحياة الاقتصادية والاجتماعية في القيروان في عصورها الزاهرة فتحدث عن تجارتها وعن الأسواق فيها وعن العملة وعن الحرف والمهن وعن نظام الجباية وعن الحياة الاجتماعية وفئاتها كفئة الجند وفئة العلماء وفئة أهل الذمة وفئة الرقيق وفئة الفقراء.... الفصل الخامس والأخير اهتم بالحياة الدينية والفكرية في القيروان فتحدث بالخصوص عن الصراع المذهبي فيها. الملحقان اللذان تضمنهما الكتاب تطرق الأول الى موضوع القبيلة والدولة والاقتصاد وقد أشار الباحث في الهامش الى أنه دراسة مضافة للكتاب لعلاقتها المتينة بتاريخ المدينة...». أما الملحق الثاني فقد خصه الباحث للقيروان كما وردت في كتب الجغرافيين العرب كالاصطخري والمقدسي وابن حوقل واليعقوبي والإدريسي وياقوت الحموي والبكري وغيرهم...