اختار سيادة الرئيس زين العابدين بن علي على صيغة «معا لرفع التحديات» شعارا للحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية التي افتتحها يوم الاحد 11 اكتوبر الجاري في تجمع جماهيري حاشد وحماسي شارك فيه عشرات الالاف من الاطارات والمناضلين والمناضلات ومن مختلف الاجيال ومن مختلف الاحزاب والتنظيمات والجمعيات التي ساندت ترشح الرئيس بن علي للانتخابات الرئاسية القادمة، مرشح التجمع الدستوري الديمقراطي. ويجدر التاكيد على ان شعار «معا لرفع التحديات» هو امتداد وترسيخ لشعار «التحدي» الذي حدده الرئيس بن علي رئيس الدولة ورئيس التجمع الدستوري الديمقراطي لمؤتمر حزبه الذي انعقد اواخر شهر جويلية و بداية اوت 2008. شعار المرحلة وقد اكدنا حينها، ونؤكد اليوم، على ان هذا الشعار هو شعار كامل المرحلة التي تعيشها بلادنا في هذه الظروف الوطنية والاقليمية والدولية الحاسمة. انها ظروف يشهد الجميع - في الداخل والخارج - على انها ذات ملابسات وتعقيدات عديدة ومتنوعة، اضافة الى ما تمتاز به من خصوصيات وشمول لم تعهدها الانسانية في مراحل سابقة من تاريخها. ولهذه الاعتبارات، ولما نعهده لدى سيادة الرئيس زين العابدين بن علي من حس استشرافي فطري واستعداد دائم لمختلف التوقعات، يلازمه استعداد دائم ايضا لمواجهة كل الاحتمالات، لكل ذلك ليس مستغربا ان يختار هذه الصيغة «معا لرفع التحديات» شعارا للحملة الانتخابية وبالتالي هو شعار للمدة الرئاسية القادمة 2009-2014. شعار منهجي والمتأمل في هذه الصيغة يلاحظ مجموعة من الجوانب : 1) ان هذا الشعار لا يتضمن مضمونا مثل : التنمية ... العدالة ... الخ انه يتضمن منهجا واسلوبا في التعامل مع المرحلة القادمة. 2) انه منهج شامل لجميع خطوات المرحلة بسنواتها العديدة ، وشامل لجميع مجالاتها وميادينها التنموية ... وشامل ايضا لجميع مستويات هذه المجالات ... وهذه الميادين. 3) ان هذه الصيغة تتضمن ثلاثة عناصر فقط : «معا» و «لرفع» و «التحديات»، مما يبرز دقة الاختيار واكتناز المضمون وتخصيص الهدف. 4) ضرورة التأكيد على ترتيب هذه العناصر الثلاثة: أولا : معا ثانيا : لرفع ثالثا : التحديات 5) أ - واذا كان لفظ «معا» يعني طبعا وبوضوح، جميع التونسيين والتونسيات دون استثناء هؤلاء المؤمنين بتونس أولا، وبالولاء لها وحدها دون سواها، والمتمسكين بالانتماء اليها والمعتزين بها وبدورها الحضاري والانساني. مزيج وطني : بن علي والشعب ب - واذا كان هذا اللفظ «معا» يتضمن ايضا وبوضوح، بن علي والشعب بما في ذلك من تداخل وتشابك وتمازج ايجابي فاعل وفعال ... اذ لم يقل «أنا وأنتم» مثلا ... أو«انتم معي» وما شابه ذلك من الصيغ والعبارات التمييزية ... بل قال «معا» اي نحن جميعا وبنفس الدرجة والمسؤولية. ج- فان اختيار «معا» في اول الصيغة «معا لرفع التحديات» تأكيد على ان هذا المزيج الوطني الفعال هو الأساس لتحقيق الهدف المحدد في بقية عناصر الشعار. 6) اختيار «لرفع» في المرتبة الثانية له ايضا دلالاته المتميزة انه يعني المواجهة التي ينبغي على هذا المزيج الوطني الفعال ان يستعد لها ويقوم بها على الوجه المطلوب. ان «معا» (الرئيس+الشعب) ليس من اجل عمل عادي بل من اجل القيام برسالة وطنية شاملة لا يمكن ان تتحقق ويتم انجازها على الوجه المطلوب الا بهذا المزيج الوطني. ولابراز اهمية هذه المواجهة تنتهي صيغة الشعار ب «التحديات». 7) ويجدر التاكيد على ان استعمال صيغة الجمع «التحديات» لم يكن اعتباطيا. انه اختيار مقصود تجاوز المظهر النوعي «التحدي» العام الى المظهر العددي «التحديات» بالجمع. انها تحديات عديدة وعديدة جدا ومتنوعة تشمل جميع المجالات التنموية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية حددها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي في برنامجه الجديد، وحسب طريقته المعهودة في التدقيق وتجنب التعميم والشعارات الغامضة ... حددها في 24 محورا. وهي محاور واقتراحات سنتناولها في هذا الركن اليومي : «حديث اليوم» بما تستحقه من الاهتمام والتركيز.