ما تزال الأسيرة الفلسطينية وفاء البس تخضع للسجن الانفرادي منذ 48 يوما وتبدّدت آمال أسرتها بالافراج عنها في وقت قريب بعد أن تجاوزتها صفقة «فيديو شاليط» التي حررت بموجبها 19أسيرة فلسطينية من الضفة الغربية وواحدة من قطاع غزة. وأصبحت وفاء بعد الصفقة آخر أسيرة من قطاع غزة في سجون الاحتلال الاسرائيلي وقد بدت أسرتها القاطنة في مخيم جباليا شمال القطاع، أكثر تألما اثر علمهم بتردي ظروف اعتقال ابنتهم البالغة من العمر 25 عاما، نتيجة تكرار عزلها عن باقي الأسيرات في غرفة انفرادية. وأكّد سمير البس والد وفاء أن تكرار عزل ابنته فرض عليها ظروفا معيشية قاسية جدا تسببت في تردي أوضاعها الصحية والنفسية. وأشار الوالد الى أن ما دفع ادارة السجن الى الانتقام من ابنته وترحيلها من سجن الأميرات وعزلها في سجن الرملة هو الشخصية القوية التي تتمتع بها ودفاعها المستمر عن قضايا الأسيرات واقدامها على طرد أحد السجانين من خيمة الأسيرات. وحسب تصريحات والدها، فقد ازداد قلقهم نظرا لمنعهم من زيارة ابنتهم منذ اعتقالها قبل أربعة سنوات ونصف السنة. ولم يسمح لها بالتحدّث معهم سوى ثلاث مرات فقط عبر الهاتف. ورغم صلابة العائلة واعتزازها بابنتها التي حاولت تنفيذ عملية استشهادية في مجموعة من الجنود في معبر بيت حانون، فإن الأم (49 عاما) لم تخف شعورها ب «الألم والعزلة والحرمان... ويقتلني الشوق كل يوم ألف مرّة لغيابها عني» حسب تصريحات اعلامية. وأشارت الأم الى أن ما يصبرها ويرفع معنوياتها هو صمود ابنتها وفاء الذي لمسته من خلال الرسائل التي تبعث بها من السجن بين الحين والآخر. وقالت أخت الأسيرة إيمان البس (13 عاما) إن وفاء كانت تحلم دائما بالانتقام من قتلة الأطفال بتنفيذ عملية استشهادية توقع أكبر عدد من القتلى في صفوف الاحتلال مؤكّدة أنها «مازالت تردد تلك من داخل أسرها في وجه سجانيها». وأكّدت الأسيرة الحرة فاطمة الزق التي خرجت في اطار صفقة «فيديو شاليط» ان الاسيرات يعانين من أوضاع غاية في الصعوبة تصل الىحد عدم احترام الاحتلال لخصوصية المرأة الفلسطينية. وأشارت الزق الى أن الاحتلال لا يتورع عن ممارسة كافة أساليب التعذيب والاهانة مع كافة الأسرى، ومن بينها ما تتعرض له الاسيرة وفاءالبس «لا لشيء الا لقتل روح التحدي التي تتمتع بها».