كثيرون كتبوا عن الشّابي وعبقريته ونبوغه ،وعشرات بل مئات الكتب صدرت عنه ومئات أو ألاف الأطروحات قدّمت حوله وحول أدبه ولكن من قرأ الشّابي فعلا؟ إنّهم قلّة فقط من قرأوا الشّابي وفهموا عمق أدبه ومراراته ومعاناته وصراعه المرير مع الشيوخ المتزمّتين والشعراء الذين بلا موهبة، أليس ما عاناه الشّابي عانى منه أخرون بل ما زالت السّاحة الأدبية تنتج ضحايا بالمعنى الرّمزي تماما كالشّابي فمن يقرأ رسائل الشّابي أو مذكّراته يفهم حقيقة معاناة هذا الشّاعر الذي يتمعّش منه بعض الجامعيين في إعادة إنتاج سريالية لمصير الشّابي من خلال السّلطات «العلمية» الواسعة التي يمارسونها والتي يقصون بمقتضاها من لا يجاريهم في الرأي. فالسؤال الكبير الذي لا بدّ من الإجابة عنه من قرأ فعلا الشّابي وفهمه واستوعب معانيه لأنّ أغلب من كتبوا عنهم تعاملوا مع الظّاهرة ولم يتعاملوا مع المتن.