فيينا القدسالمحتلة (وكالات): وافقت روسياوالولاياتالمتحدة وفرنسا على اقتراح الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن تخصيب جزء كبير من اليورانيوم الايراني المخصص للاستخدام المدني على الأراضي الروسية. وفي انتظار الردّ الايراني على هذا الاتفاق أبدت اسرائيل مخاوفها من ان تؤدي التسوية بين طهران والغرب الى «كارثة» حسب تعبير أحد المحللين الاسرائيليين. فقد اعلن البيت الابيض ان الولاياتالمتحدة وافقت أمس على مقترحات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تهدف الى حل الازمة بشأن برنامج إيران النووي. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الامريكي مايك هامر ان «الولاياتالمتحدة قدّمت ردّها الايجابي على مقترحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي» مضيفا «نحن نتطلّع الى ردّ ايران». صفقة في الأفق وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من جانبه امس ان بلاده وافقت على اقتراح الوكالة بشأن تخصيب جزء كبير من اليورانيوم الايراني على أراضيها. وقال ديبلوماسي لوكالة الأنباء الفرنسية ان باريس قدّمت ايضا ردّها الايجابي على المقترح وهو ما أكدته الخارجية الفرنسية. وتواجه ايران ضغوطا دولية لحملها على الموافقة على اقتراح تقدمت به وكالة الطاقة الذرية ينص على ان تتولى روسيا تخصيب اليورانيوم الايراني المخصص للاستخدام المدني. وقدمت الوكالة المسودة لإيران وثلاث قوى كبرى الاربعاء الماضي للموافقة عليها خلال يومين. وقالت الوكالة انها تنتظر الردّ الرسمي من إيران محذّرة من ان الرفض الايراني قد يعرضها لعقوبات أشدّ من جانب الأممالمتحدة، وفي المقابل تنتظر ايران «ردّا إيجابيا بناء» على اقتراحها بشأن توفير وقود نووي لمفاعل طهران. وسيتوجه مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الى ايران لزيارة مصنع تخصيب اليورانيوم الجاري بناؤه في قم وقالت وكالة الأنباء الايرانية ان المفتشين سيمكثون يومين او ثلاثة في إيران. مخاوف اسرائيلية وقد أبدت اوساط اسرائيلية مخاوفها من نجاح الاتفاق بين طهران والغرب. وقال المحلل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية أليكس فيشمان ان «اسرائيل هي التي ستدفع في نهاية المطاف ثمن الاتفاق بين ايران والغرب». وأضاف فيشمان ان «الاتفاق لا يشكل ضوءا في نهاية النفق بل هو قطار انطلق من اخر النفق وهو يندفع نحونا مبشرا بالكارثة». ومضى فيشمان قائلا ان واشنطن بدأت تستعد لاحتمال ان تطلب إيران الآن اشرافا دوليا على منشآت الذرة الاسرائيلية وسيسّر محمد البرادعي رئيس وكالة الطاقة الذرية الذي تم تصنيفه منذ فترة طويلة كمراوغ وعميل لإيران ان يحقق حلم العالم العربي وتحييد ما يعتبره القوة النووية الاسرائيلية» حسب تعبيره. اما المحلل رونين بيرغمان فاعتبر ان التوقيع على الاتفاق بين إيران والغرب يعني عمليا محو كل «أخطاء الماضي» وسيكون من الصعب في ظل الواقع الجديد تمرير مشروع قرار يطالب بمقاطعة إيران او فرض عقوبات عليها لانها ستدّعي انها تنفذ كل قرار يطلب منها ولكن اذا اتضح ان ايران تعمل سرّا لبناء قنبلة ذرية سيكون بالامكان عندها الحديث عن خيار عسكري ضدّها. وكان وزير الحرب الاسرائيلي إيهود باراك دعا الى ضرورة توقف طهران تماما عن تخصيب اليورانيوم، في أول ردّ فعل اسرائيلي رسمي على مسوّدة اقتراح الوكالة الذرية.