روت الأسيرة الفلسطينية المحررة ليلى البخاري جوانب من أشكال التعذيب التي تتعرض لها الأسيرات الفلسطينيات في معتقلات الاحتلال الصهيوني والتي من بينها الضرب والترهيب والتجويع والتعدي على خصوصيات المرأة المسلمة والسماح للسجانين بالتحرش بهن. وقالت ليلى البخاري التي أمضت 6 سنات في الأسر أن التحقيق معها إثر اعتقالها تواصل عشرين يوما دون أن تعرف سبب اعتقالها وتصف تلك الأيام قائلة «يوميا كان يتم نقلي بسيارة من معسكر حواره قرب نابلس إلى مركز تحقيق عوفر قرب رام الله وكانوا يأخذونني في ساعات الصباح الباكر ويعيدونني إلى المعتقل في ساعات المساء منهكة ومتعبة نفسيا وجسديا». وعن كيفية التحقيق تقول الأسيرة المحررة «تكون الأيدي مكبلة ويبدأ المحققون بالتفنن باستخدام أساليب متنوعة في التحقيق حيث الضغط النفسي... صراخ.. ألفاظ وشتائم نابية.. تهديد وتخويف... وتمتد الأمور إلى الضرب في غالب الأحيان». وما إن تنتهي جلسات التحقيق يرحل الأسير إلى المعتقل وتبدأ حياة أخرى بتفاصيل مغايرة تقول عنها ليلى «يبدأ الاعتقال بإدخال الأسيرات إلى السجون ويتم توزيعهن على غرف داخل أقسام تختلف سعة كل منها من 4 إلى 12 أسيرة». وحسب الأسيرة فهذه البيوت صغيرة جدا ولا تتوفر فيها أبسط الظروف الإنسانية وتظل مغلقة على الأسيرات معظم الأوقات. ومن بين الأجزاء التي تمثل عاملا أساسيا في رحلة العذاب لدى الأسيرات هي تلك السيارة التي يتم نقلهن بواسطتها إلى سجن آخر والمسماة ب«البوسطة» وهي وفق رواية ليلى البخاري عبارة عن صندوق من الحديد به كراسي من الحديد، وتقول الأميرة «في البوسطة أنت تعيش في قفص من حديد... برودة الشاء تنخر في جسدك وحرارة الصيف تلسع أطرافك.. وكذلك تكون الأسيرة مقيّدة الأيدي والأقدام بسلاسل من حديد». ويرافق الأسيرات في هذه السيارة حراس هم وفق ما تذكره ليلى «يسمون بوحدة الناحشون وهم من أسوأ الحراس في التعامل ويسمح لهم باستخدام جميع الأساليب للتحكم بالأسيرات». أما عن الطعام تقول الأسيرة إنه «ليس له علاقة بالطعام الادمي.. قطعة صغيرة من الخبز وبيضة كريهة الرائحة في الإفطار.. أما في الغداء بعض الملاعق من الأرز غير المطبوخ جيدا وربما معها قطعة من لحم الدجاج غير المنظف جيدا وتفوح منه رائحة كريهة». وعلى الرغم من هذه المعاناة اليومية التي واجهتها الأسيرة إلا أنها قالت «تعلمت من السجن ما لايمكن أن أتعلمه بحياتي العادية فهو مدرسة وعلى الرغم من المعاناة المستمرة فإن الأمل وعدالة القضية التي من شأنها اعتقلت الأسيرات ترسم الأمل دائما في نفوسهن». وأضافت أن هذا الصمود «هو ما يشكل حيرة لدى السجانين أنفسهم من هذه المعنويات التي تتحلى بها الأسيرات».