تحدّثت أسيرة فلسطينية محرّرة عن الجرائم التي ترتكب بحق الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الاسرائيلي وروت قصصا عن الفترة التي قضتها في السجون الاسرائيلية تؤكد تجرّد سجاني الاحتلال الاسرائيلي من أدنى المشاعر الانسانية والضوابط الأخلاقية. ونقلت صحيفة «دنيا الوطن» الفلسطينية عن نور خالد أبو حجلة (23 عاما) تفاصيل اعتقالها وحجزها لفترات في سجون الاحتلال الاسرائيلي وعمليات التحقيق التي رافقها التعذيب النفسي والجسدي. وقالت نور ان التحقيق معها بدأ في اليوم التالي لاعتقالها حيث وضعت في خيمة مقيّدة اليدين الى الخلف وبقيت على تلك الحال 4 أيام متواصلة. ومع بدء التحقيق بدأ التعذيب حيث بادرتها المجنّدات بالضرب على رأسها وأجبرنها على القيام بأعمال شاقة مما تسبّب لها في نزيف شديد أفقدها كميات كبيرة من الدم، ورفض السجانون علاجها وأعادوها إلى الخيمة فاقدة الوعي. وتروي نور أن اليوم التالي شهد بداية التعذيب الحقيقي فقد تمّ ضربها بأعقاب البنادق بعنف على ساقيها ثم خيّرها ضابط المخابرات صراحة بين الاغتصاب والاعتراف. وعن ذلك تقول نور «كانت الاعترافات جاهزة، وقال لي الضابط بالنسبة إلينا ليس هناك أي شيء محرّم أما أنت فليس أمامك سوى الاعتراف أو أن أغلق عليك الباب مع أحد الجنود وهذا ليس في صالحك كمسلمة». ومن أصعب تجارب نور خلال وجودها في معسكر حوارة الحرب النفسية التي تعرضت لها مثل وضع كلب في فراشها مما أثار الرعب في نفسها وكذلك الجلسات الجنسية التي كان يجلسها الجنود مع المجنّدات في ساعات الليل وعلى مرأى من الأسيرات. وقالت نور إنها انتقلت بعد ذلك الى سجن بتاح تكفا حيث وضعت في زنزانة انفرادية وكان التحقيق معها يتواصل لمدة 12 ساعة متتالية ومما زاد في ألمها وجود هواء بارد صادر عن المكيف بالاضافة الى ملابسها الغارقة في الدماء، حيث منعت من أخذ حمام إلا بعد 8 أيام من اعتقالها ولم يمهلها السجانون سوى 5 دقائق وهدّدوا بفتح الباب إذا تأخرت. وتصف نور الأيام الثمانية الأولى من اعتقالها في بتاح تكفا بالجحيم وقالت انها مرّت عليها كثمانية أعوام فالمحققون جميعهم من الرجال ولا يتلفظون بغير الشتائم والعبارات النابية فضلا عن أساليب التعذيب النفسي والجسدي. وانتقلت نور بعد الأيام الثمانية الى سجن الجلمة حيث قدمت للمحاكمة أكثر من مرة وقضت المحكمة في نهاية المطاف بسجنها لمدة عامين و4 أشهر بتهمة الانتماء الى حركة الجهاد الاسلامي والنشاط في جناحها العسكري. وتحدثت نور عن نوع مختلف من التعذيب ضد الأسيرات الفلسطينيات في سجن الرّملة متمثلا في وجود سجينات جنائيات يهوديات في غرف مجاورة ومكشوفة مما يعرّض الأسيرات الفلسطينيات لاستفزازهن واعتداءاتهن خاصة أن السجينات لا يتورّعن عن ممارسة أبشع الرذائل فضلا عن ملابسهن الفاضحة كما أن ادارة السجن أوكلت لهن مهمة إعداد وجبات الطعام للأسيرات الفلسطينيات.