أكّد خبراء سياسيون ومحلّلون استراتيجيون أن الهوة بين وجهتي النظر الأمريكية والفرنسية بدأت تتّسع، الأمر الذي يفتح المجال أمام «صراع بارد» بين واشنطن وباريس في مجالات الاقتصاد والصناعة. وقال ديدييه بيليون الباحث البارز في معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية إنه بات من الواضح أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي أطلق عليه في بداية ولايته لقب «ساركو الأمريكي» حاد عن المسار الذي حدّده سابقا في علاقته مع واشنطن. وأضاف ان ارهاصات أزمة سياسية بين العاصمتين بدأت تلوح في الأفق بعد أن ظهر للرئيس الفرنسي أن الأمور أكثر تعقيدا مما كان يعتقد. وأشار الباحث الفرنسي إلى أن غيرة ساركوزي من مكانة باراك أوباما التي وصفها بالمرموقة إضافة إلى رفض الرئيس الأمريكي تناول العشاء معه خلال زيارته لباريس في جوان الماضي يمثلان القشرة الخارجية لاختلاف واضح بين المقاربة الأمريكية والفرنسية حيال العديد من المسائل السياسية والاقتصادية. وأبرز ان الخلاف ناشئ عن قضايا حقيقية مثل موقف أوباما تجاه طموحات إيران النووية وطريقة تعامل واشنطن مع الأزمة المالية. وأوضح في نفس السياق ان تبرّم باريس من موقف أوباما حيال طهران تجلى عندما قال ساركوزي في الأممالمتحدة: أساند يد أمريكا الممدودة.. ولكن ماذا جنى المجتمع الدولي من عروض الحوار لا شيء سوى المزيد من اليورانيوم المخصّب وآلات الطرد المركزي.