حذّر وزير الحج السعودي فؤاد بن عبد السلام الفارسي من استغلال موسم الحج لتحقيق أغراض سياسية وقال ردّا على تصعيد من القيادات الايرانية التي اتهمت الرياض بالاساءة للحجاج الشيعة انه لا ينبغي ان يستغل الحج لأغراض سياسية ذاتية وذات أجندا خاصة. ونقلت صحيفة «الوطن» السعودية أمس عن الفارسي قوله ان القاصي والداني يعلم ما تقوم به المملكة وقيادتها من بذل كل الجهود ومن خلال لجنة الحج العليا لتسهيل أداء النسك لكافة حجاج بيت الله الحرام الذين تربو جنسياتهم على أكثر من 85 جنسية وكلها تثني على جهود المملكة والتطوّر الدائم المشهود في المدينةالمنورة ومكة المكرّمة والمشاعر المقدسة. تصعيد وكان المرشد الأعلى الايراني علي خامئني قد أطلق حملة وصفتها الصحيفة السعودية بأنها مفتعلة لتأليب الحجاج الايرانيين ضد السعودية، خلال لقائه المسؤولين الايرانيين عن الحج الاثنين الماضي، بسبب ما أسماه تصرفات غير انسانية وغير أخلاقية ضد الحجاج الايرانيين. واعتبر خامئني توجيه الاهانات للمسلمين الشيعة في البقيع او في المسجد الحرام أو المسجد النبوي انما يصب لصالح الأهداف الأمريكية، ودعا الحكومة السعودية الى القيام بواجبها لمواجهة مثل هذه الحوادث، وأكد ان بلاده سيكون لها موقف آخر في حال الاستمرار بتلك الأساليب. وفي السياق نفسه، قال الرئيس الايراني ان بلاده ستتخذ قرارات مناسبة اذا لم يتلق مواطنوها معاملة مناسبة خلال أدائهم مناسك الحج في السعودية حسب زعمه، واعتبر ان موسم الحج فرصة استثنائية للدفاع عن القيم الاسلامية مطالبا بضرورة الاستفادة من كافة طاقات هذه الشعيرة ومنها البراءة من المشركين. ويخشى بعض المراقبين من ان يكون الرئيس الايراني يهدد بقيام الحجاج الايرانيين بمظاهرات صاخبة أثناء موسم الحج على غرار تلك التي وقعت في منتصف الثمانينات وأدّت الى صدامات دموية مع الشرطة السعودية وأسفرت عن مقتل 400 حاج على الأقل مما أحدث ازمة حادة بين البلدين. لا إجراءات استثنائية من جهة أخرى استبعد نائب وزير الداخلية السعودي الأمير احمد بن عبد العزيز ان تقوم المملكة بفرض اجراءات أمنية استثنائية في موسم حج هذا العام الذي من المقرر ان يبدأ في الاسبوع الاخير من الشهر المقبل. وقال الأمير أحمد بن عبد العزيز في تصريح صحافي له عقب وصوله الى الرياض، قادما من عمان بعد ان رأس وفد المملكة الى اجتماع وزراء الداخلية الخليج، إنه يستبعد «فرض اجراءات أمنية استثنائية في موسم حج هذا العام». ونقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية أمس عن الأمير أحمد قوله «نحن نرحب بالحجاج ونقول لهم أهلا وسهلا بكم في بلاد الحرمين الشريفين، وحجا مبرورا وسعيا مشكورا إن شاء الله». وعن مدى الاطمئنان على سلامة الحدود السعودية اليمنية في ظل الأحداث التي يشهدها اليمن، قال نائب وزير الداخلية السعودي «نحن نتفاءل خيرا ونرجو ان تحل هذه الازمة بالطرق الودية داخل اليمن ايضا». وأكد الأمير أحمد بن عبد العزيز ان مسيرة الخليج المشترك لن يعيقها عدم توقيع اي دولة على الاتفاقية الأمنية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.