أثارت أخبار عن انتقال حركة التمرد الأوغندية المسماة «جيش الرب للمقاومة» إلى غرب السودان مخاوف عدّة عبر عنها مسؤولون في بعثة الأممالمتحدة وآخرون محليون وشبهه عدد منهم ب«الوحش الذي يتحدث عنه الجميع ولم يره أحد». وقال وزير الإعلام في جنوب السودان بول مايوم إن «عناصر جيش الرب» شوهدوا في غرب بحر الغزال... «لا يفاجئني أن يكونوا واصلوا طريقهم إلى جنوب دارفور». وأشار الوزير إلى أن المتمردين الأوغنديين قد يكونوا لجأوا إلى دارفور للاختباء هناك. شبح الوحش في دارفور؟ وفي هذا الصدد قال مسؤول في بعثة السلام المختلطة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور إن الحديث عن وجود «جيش الرب للمقاومة» في دارفور مثل الحديث عن «الوحش الذي تحدث عنه الجميع لكن لم يره أحد» مشيرا إلى أنه «توغل قليلا في غرب بحر الغزال... لكن ليست هناك معلومات تؤكد وجوده في دارفور». وفي السياق ذاته قال قائد الشرطة في المنطقة فاتح رحمان لوكالة الأنباء الفرنسية لا نملك أي معلومات تفيد أن (جيش الرب للمقاومة) موجود في دارفور. ومن جانبه أكد الخبير في الشؤون السودانية جيرار برونييه أن «جيش الرب هو مرادف لقتلة بلا حدود.. لكن يجب أن يتحرك عناصر هذه الحركة من منطقة يعرفونها جيدا». وتساءل الخبير حول كيفية تعامل عناصر الحركة الأوغندية مع تضاريس أو جغرافيا دارفور مشيرا إلى أنه «يجب أن يكونوا مرتاحين قليلا في بيوتهم عندما يذهبون إلى جمهورية إفريقيا الوسطى أو الكونغو أي الغابات والأحراش هذا يشكل جزءا من استراتيجيتهم... لكن في دارفور كما على سطح القمر.. لا أعتقد أن الأمر صحيح، وهو ما يعني أن عناصر الحركة تعودوا على التحرك في مناطق غير مكشوفة كالغابات والجبال والأحراش التي لا توجد في دارفور وهو ما يفيد أنهم لن يفكروا في التوجه إلى دارفور حيث سيصبح من السهل استهدافهم. عمليات الحركة في السودان وتقول مصادر أمنية أن عناصر الحركة هاجموا بداية العام الجاري عددا من نقاط توزيع المساعدات الغذائية في جنوب السودان وقتلوا مئات المدنيين وخطفوا أطفالا وأجبروا آلاف الاشخاص على النزوح في المنطقة الاستوائية الغربية. وسجل حادثان في الأسابيع الاخيرة في اقليم غرب بحر الغزال المتاخم لدارفور وهو ما غذى التكهنات حول انتقال عناصر «جيش الرب للمقاومة» الى دارفور. ومن جانبه نسب جيش جنوب السودان الى الحركة التورط في مقتل اثنين من رجاله في هجوم الاسبوع الماضي على مخيم للنازحين من دارفور غرب بحر الغزال قتل خلاله خمسة أشخاص. وقال حاكم غرب بحر الغزال مارك نيبوش حول الحادث «إنه جيش الرب... لقد اسروا 21 شخصا وتمكن الجنود من تحريرهم»... مؤكدا أنه تم التعرف على طريقة عمل حركة التمرد الأوغندية التي وصفها بأنها أصبحت معروفة بخطفها فتيانا ونساء خلال هجماتها. وعرف «جيش الرب» أنه أسوأ جيوش التمرد سمعة في العالم اذ شكل بقيادة جوزيف كوني المعارضة المسلحة للسلطة الأوغندية منذ 1987 واتسم الصراع بينهما بوحشيته غير المسبوقة، وربما هذا ما يبرر أن تكون أول مذكرة اعتقال تصدرها محكمة الجنايات الدولية توجه الى زعيم «جيش الرب» وعدد من القادة الآخرين.