انتقد وزير خارجية السودان علي كرتي أمس السياسة الأمريكية في بلاده متهما إياها بتسميم الأجواء قبل استفتاء المصير، فيما قررت سلطات جنوب السودان توفير أسلحة لميليشيات من أجل التصدي لحركة «جيش الرب للمقاومة». واعتبر كرتي ان الساسة الأمريكان لا يملكون الشجاعة لمواجهة منظمات وجمعيات أمريكية ظلت معادية لحكومة الرئيس عمر البشير منذ البداية. وأضاف ان السياسة الأمريكية تدار من «الكونغرس» وعبر مجموعات «اللوبي» والمزايدات، مشيرا الى ان سياسة واشنطن أخطأت في حق الخرطوم والمنطقة برمتها وحق المصالح الأمريكية الحقيقية. هجوم على «الشعبية» وشن المسؤول السوداني هجوما لاذعا على قادة الحركة الشعبية في الجنوب، مؤكدا أنهم يشنون ارهابا في القسم الجنوبي من البلاد لمنع الأهالي من التصويت لصالح الوحدة مع الشمال. وقال في ذات الاطار : توجد مشكلتان في موضوع التفاوض مع قادة الحركة الشعبية أوّلها أنهم ليسوا أوفياء فهم يقولون شيئا ثم ينكرونه، ثانيها ان هناك جهات أجنبية تحركهم. وأردف : حزب المؤتمر جعل خيار الوحدة جذابا ليس فقط ببناء المدارس والطرق والمستشفيات في الجنوب ولكن ايضا بتنفيذ الاتفاقيات والالتزام بالاستفتاء والتعهد بقبول نتائجه. وتابع : خلال السنوات الخمس الاخيرة، صرفنا 3 مليارات دولار في الجنوب من أموالنا من نصيبنا من ثروة النفط، فماذا يفعلون هم بنصيبهم من ثروة النفط؟ أموال لميليشيات في ذات الملف السوداني، خصص برلمان الجنوب 5 ملايين جنيه سوداني (مليوني دولار) لتزويد مجموعات الدفاع الذاتي «أروبويز» بالسلاح وأنظمة الاتصال ولتدريبهم من اجل مكافحة حركة التمرد الأوغندية. وقال جوزيف باكاسورو حاكم احدى الولاياتالجنوبية : إنه سيتم تدريب وحدات حراسة المنازل وتسليحها الى حين تمكن القوات النظامية من التدخل وأشار الى ان «جيش الرب للمقاومة» يستهدف المدنيين والقرى عمدا كل أسبوع والأهالي يعانون الأمرّين. وتمركز «جيش الرب» في أدغال جنوب السودان وشمال الكونغو الديمقراطية وجمهورية افريقيا الوسطى عقب مغادرته للتراب الأوغندي.