أقرّت دائرة الاستئناف الجنائي لدى محكمة الاستئناف بتونس حكما ابتدائيا قضى بالسجن مدّة عشرة أعوام في حقّ شاب كان سطا على فرع بنكي وسط العاصمة قبل أكثر من عام بواسطة مسدّس من لعب الأطفال، وغنم من وراء عملته مبلغا ماليا هاما من العملة الأجنبية بالإضافة إلى تورطه في السطو على بنوك ومراكز بريدية أخرى حوكم في إحداها مدة ثمانية أعوام سجنا في حين لا تزال القضايا الأخرى منشورة في حقه ولم يتم الفصل فيها بعد. وقائع ملفّ القضية تعود إلى سنة 2008 وأنتجت الأبحاث فيها أن المتهم وهو شاب في نهاية العقد الرابع من عمره، من سكّان أحد أحياء الضاحية الشمالية للعاصمة خطّط للسطو على فرع بنكي وسط العاصمة وللغرض تسلّح بمسدس من لعب الأطفال، واستعمل دراجة نارية أوقفها أمام مقهى مجاورة للبنك ثم ظل يراقب حركة الدخول والخروج من الفرع البنكي وفي حدود الساعة الثالثة والنصف بعد منتصف النهار دخل البنك وتظاهر بتعمير وثيقة ولما تأكد من خلوّه من الحرفاء تقدّم من موظفة وأشهر في وجهها المسدس لعب أطفال ممّا أصابها بالإغماء من الصدمة وجمع أوراقا نقدية من العملة الأجنبية كانت أمامها ولاذ بالفرار وهرب على متن دراجته النارية. كمين في القطار تعهّد أعوان إحدى الفرق الأمنية المختصة بالبحث عن المتهم بعد معرفة أوصافه وهي متطابقة مع شهادات ذكرت في عمليات سطو أخرى شملت بدورها فروعا بنكية ومراكز بريدية شمال العاصمة وجنوبها. وبعد أبحاث مكثّفة تمكّن المحققون من تحديد هوية المتهم حيثُ ثبت لهم أنه من سكان أحد أحياء الضاحية الشمالية للعاصمة لكنه يعتمد أسلوبا حذرا للغاية في التحرك وسرعة التخفي إلى أن وصلت معلومات مؤكدة مفادها ركوبه القطار باتجاه سوسة فنصبوا له كمينا محكما نجحوا إثره في إيقافه رغم محاولته القفز والهروب من القطار. اعترف المتهم بجميع ما نسب إليه من عمليات سطو على فروع بنكية ومراكز بريدية غنم من ورائها مبالغ مالية متفاوتة من العملة المحلية والأجنبية. وأحيل من أجل كل قضية على حدة حيث حوكم ابتدائيا واستئنافيا مدة ثمانية أعوام من أجل السطو على مركز بريدي بالضاحية الشمالية. وبخصوص السطو على الفرع البنكي وسط العاصمة موضوع قضية الحال فقد نال المتهم ابتدائيا السجن مدة عشرة أعوام وأقرّت الدائرة الجنائية الاستئنافية مساء أول أمس الحكم الصادر في حق المتهم ليصل عدد الأعوام المحكوم بها في حقه إلى ثمانية عشر عاما، يضاف إليها عامان سجنا، من أجل تورطه في الفرار من السجن بعد إيقافه وتحديدا من المستشفى إثر تظاهره بتعرّضه إلى وعكة صحية طارئة ولا تزال بانتظار المتهم قضيتان منشورتان لم يتم الفصل فيهما بعد.