«معا لرفع التحديات» هو رهان أعلى هرم السلطة، وهو الدعوة الوطنية الصادقة التي وجهها رئيس الدولة الى كل التونسيين على اختلاف أطيافهم. وشرائحهم. ومشاربهم لمجابهة المرحلة القادمة. ولئن كانت هذه الدعوة شاملة للجميع، فإن الإدارة في اعتقادي تأتي في طليعة الأطراف التي لابدّ ان تبلغها الدعوة، نعم... الاداريون ، بكبيرهم وصغيرهم معنيون بهذه الدعوة قبل غيرهم، باعتبار ان الإدارة والإداريين هم الممر الأبرز الذي تسلكه التنمية العامة والمنفذ الأهم الذي يسلكه الفرد لقضاء شؤونه. ولهذا، فإن التحدي على المستوى الإداري يكمن حسب اعتقادي في ان يتحول هذا المنفذ الى طريق سريعة لقضاء شؤون الوطن والمواطن. معنى ذلك عندي هو ان تتحدى الإدارة إرثها العثماني ولا يحصل هذا إلا اذا طبقنا الاصلاح الاداري (الذي قطع شوطا كبيرا في تقويم ما اعوج من الشؤون الإدارية) وعملنا على تحديد نسل الأوراق المطلوبة، وخففنا من حبالة الملفات بها، ورفعنا الحجابة عن كل بوّابة، وعدلنا عن استعمال القنوات الادارية الموروثة لتصريف المواطن على غرار قناة «في اجتماع» او قناة «هزّ هالورقة..رد الورقة» أو قناة «ارجع غدوة» او قناة «برّ روّح، توّ نجاوبوك» وهي أكثر القنوات استعمالا حاليا.. التحدي الاداري عندي هو ان نقلب الآية في تعاملنا مع المسؤولين وأعوانهم وأن نخاطبهم بما يخاطبون به المواطن وهو ان نقول لكل من أحسن منهم احسنت... ولكل من لم تبلغه الدعوة نقول: لا «في اجتماع» بعد اليوم ولا «ناقص ورقة» و«لا «ارجع غدوة»!