حذّرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أمس من امكانية انهيار جهود الرئيس باراك أوباما في افغانستان، إثر الاعلان عن فوز حامد قرضاي الذي طالب امس عناصر حركة «طالبان» بالعودة إليه والعمل معه «من أجل احلال السلام». وقالت الصحيفة «إن القائد الأعلى للقوات الامريكية في افغانستان كان قد اقترح استراتيجية تتطلب وجود «حكومة افغانية» نشطة تقدم ما يلزم من الدعم للعمليات العسكرية وتمثل بديلا سياسيا لتمرد (طالبان)... غير أن فوز قرضاي وضع رجلا أشبه بالشبح في المنصب» على حد تعبيرها. قرضاي مغضوب عليه! وأضافت «واشنطن بوست» أن الرئيس الحالي لافغانستان «أغضب مسؤولي الادارة الامريكية في الماضي كثيرا» وأشارت الى أن «تاريخه يثير الكثير من الشكوك بشأن رغبته في الاضطلاع بالخطوات اللازمة لاطلاح حكومته». وعزت الصحيفة انسحاب المنافس الوحيد لقرضاي وهو الوزير السابق عبد ا& عبد ا& الى خوف الاخير من «احتمال التلاعب بالنتائج». وختمت ال «واشنطن بوست» مقالها قائلة «لكن اعلان اللجنة المستقلة للانتخابات فوز حميد قرضاي يحرم هذا الاخير من زهو الفوز المستحق بعد انتخابات... ويقوض هدف ادارة أوباما المتمثل في اقامة حكومة شرعية في كابول وهو ما يعتبر مفتاح أي استراتيجية تخرج من أروقة البيت الأبيض». ومن جانبه سارع الرئيس قرضاي الى تقديم تعهداته ب «استئصال» الفساد في البلاد في خطاب ألقاه أمس بالمناسبة. «طالبان» إخوتنا؟! وفي الخطاب ذاته دعا قرضاي «إخوانه الطالبان» الى «العودة الى افغانستان... السلام سيكون ممكنا حين يتحد كل الافغان ويتحدثون بصوت واحد ويعملون معا على تشكيل حكومة وحدة تمثل كل الافغان». وكان حميد قرضاي عرض عدة مرات على الملا عمر القائد الاعلى ل «طالبان» ومسؤولين آخرين من المتمردين الانضمام الى العملية السياسية مع ضمان أمنهم ازاء القوة الدولية. ولم تتأخر «حركة طالبان» كثيرا حيث اعتبرت في بيان لها اصدرته أمس ان قرضاي «ليس سوى ألعوبة في يد القوى الغربية التي اتخذت قرار إلغاء الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية». وأضاف البيان أن «إلغاء الدورة الثانية أظهر ان القرارات المتعلقة بأفغانستان تتخذ في واشنطن ولندن فيما يتم الاعلان في كابول». وأشارت الحركة في بيانها الى أنه قبل أسبوع «كانوا (الغرب) يقولون ان الرئيس الالعوبة حميد قرضاي ضالع في التزوير في الدورة الاولى من الانتخابات...لكن الآن انتخب رئيسا استنادا الى نفس الأصوات المزورة فيما وجهت له واشنطن ولندن على الفور برقيات التهاني» وفق ما ورد بالبيان.