توفي الليلة قبل الماضية ريتشارد هولبروك المبعوث الأمريكي الخاص الى أفغانستانوباكستان وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» أمس أنه دعا قبل خضوعه الى عملية جراحية فارق الحياة بعدها بيوم أن تنتهي الحرب في أفغانستان التي اجهزت عليه قبل أن يرى الجنود الأمريكيين ينسحبون منها نزولا عند دعواته المكررة لترك البلاد لأهلها. وقال هولبروك لطبيبه الجراح الباكستاني قبيل دخوله الى غرفة العلميات «يجب أن توقف هذه الحرب في افغانستان» وفق ما نقلت الصحيفة عن مقربين من عائلته. إشادة وحزن واعربت أطراف عدة أمس عن أسفها لوفاة هولبروك وكانت أبرزها الحكومة الباكستانية ونظيرتها الافغانية. ووجدّدت باكستان أمس عزمها على مواصلة مكافحة «الارهاب» وإقتلاع التطرف وإحلال السلام، وجاء ذلك في رسالة تعزية تقدم بها الرئيس آصف علي زرداري الذي وصف المبعوث الأمريكي ب«صديق باكستان» . وقال زرداري إن «هولبروك كان ديبلوماسيا ذي خبرة استطاع أن يكسب بسرعة ثقة نظرائه كما كان لاعبا رئيسيا على الساحة الديبلوماسية الدولية بالاضافة الى الجهود التي بذلها لاحلال السلام في البوسنة ومواجهة التشدد في مختلف أنحاء العالم ومن جانبه اعتبر الرئيس الأفغاني حميد قرضاي الذي كانت علاقته متوترة كثيرا مع المبعوث الأمريكي إن رحيل هولبروك يشكل «خسارة للشعب الأمريكي» وانه حزن لوفاته وقد أدت الانتقادات المباشرة التي وجهها هولبروك لقرضاي وإنتقاداته العلنية لسياساته الى توتر العلاقات بينهما في غالب الأحيان. قتله الفشل في أفغانستان وعلى صعيد متصل اعتبرت حركة«طالبان» أمس أن موت هولبروك كان نتيجة «فشله في تحقيق مهمته في أفغانستان» وقالت الحركة في بيان لها ان الفقيد قام برحلات متعددة الى المنطقة خلال العامين اللذين كان فيهما المبعوث الخاص لأوباما ولم يحقق نتائج إيجابية منذ توليه المهمة. واتهمته الحركة بأنه كان يهدف الى تنفيذ استراتيجية «تدفع الى اشعال حرب أهلية في باكستانوأفغانستان» واشارت الى أن الديبلوماسي الذي عرف ب«كيسنجر البلقان» لدوره في الاتفاق الذي انهى حرب البوسنة في عام 1995 لم يستطع تحقيق النجاح ذاته في أفغانستان. كما حثت «طالبان» المسؤولين الأمريكيين المعنيين بأفغانستان على الاستقالة من مناصبهم داخل الادارة الأمريكية «حتى لا يلقوا ذات المصير الذي انتهى إليه ريتشارد هولبروك...» وكما فقد الجنرال بترايوس صوابه قبل عدة أشهر أثناء القاء كلمته أمام الكونغرس الأمريكي حول موضوع أفغانستان وسقط مغشيا عليه ومن قبله جن جنون ماكريستال وأطلق تصريحات ضد مرؤوسه ادت في النهاية الى تنحيته».