كشفت صحيفة أمريكية أمس أن قرضاي والأمريكان لا يحكمون أفغانستان إلا نهارا فيما تقوم في الليل حكومة حركة «طالبان» وأشارت إلى أن الأفغان يفضلون حكومة الليل ويجدون فيها بديلا «قويا» عن حكومة حميد قرضاي الحالية. وقال مراسل صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية «غريف ويت» من ولاية لعمان الأفغانية إن لهذه الولاية «ككل الولايات الأفغانية حاكمين» وأوضح أن أحدهما معين من طرف قرضاي ويدعمه الاف الجنود الأمريكيين وهو يتولى حكم هذه المنطقة نهارا «حيث يقوم بقطع الشريط الرمزي لعدد من المشاريع ووفقا لبعض رفاقه من المسؤولين الأفغان يقتطع لنفسه جزءا معتبرا من ميزانية المساعدات الخارجية التي تقع تحت تصرفه». أما الحاكم الثاني حسب مراسل الصحيفة فهو معين من طرف زعيم حركة «طالبان» الملا محمد عمر وتطارده القوات الأمريكية ولا يتسلل إلى المنطقة إلا ليلا ويقوم بإصدار أحكام على أوراق رسمية برأسية «إمارة أفغانستان الإسلامية» كما يخطط للهجمات ضد القوات الحكومية ويطرد ويفصل من الخدمة أي مسؤول تابع ل«طالبان» يشتبه في ضلوعه بالفساد. وقال غريف ويش إن عناصر «طالبان» يخططون بهدوء للعودة إلى السلطة ولتحقيق ذلك يقول إن «طالبان» شكلت حكومة ظل تشمل حكاما وقادة شرطة ومديري مناطق وقضاة لديهم في أغلب الحالات تأثير أكبر على حياة الأفغان من تأثير حكومة قرضاي حسب قوله. ويرى الصحفي أن محاولة الأمريكيين تفكيك هذه الحكومة أصبح أمرا مستحيلا في كثير من مناطق البلاد خاصة وأنهم يفضلون سلطة الحركة القاسية والحاسمة على الفساد وعدم الكفاءة التي تميزت بها حكومة قرضاي. وعلى الصعيد الميداني أعلن متحدث عسكري بريطاني أن وزير الحرب بوب إينزوورث وصل إلى جنوبأفغانستان أمس وتزامنت زيارته هذه مع وصول نظيره الأمريكي روبرت غيتس إلى كابول وبعد أسبوع على إعلان أوباما لاستراتيجيته الجديدة.