عاش المسرح الاثري بمدينة الجم مساء السبت الماضي سهرة استثنائية بمناسبة افتتاح الدورة التاسعة عشرة من مهرجان الموسيقى السمفونية وقد كانت سهرة الافتتاحي هذه بامضاء اوبرا مدينة فيانا الشهير. في تلك الليلة تحولت مدينة الجم الى قبلة القصاد من كل حدب وصوب: من العاصمة ومن صفاقس ومن سوسة فضلا عن اعداد كبيرة من السياح الذين جاؤوا خصيصا في رحلات منظمة هذا فضلا عن عدد كبير من السفراء وأعضاء السلك الديبلوماسي المعتمد بتونس الذين استقبلهم السيد عبد الباقي الهرماسي وزير الثقافة والشباب والترفيه والاطارات الجهوية بولاية المهدية عرض الافتتاح كما اسلفنا كان استثنائيا بجميع المقاييس فأوبرا فيانا هو من اشهر الاوركسترات في العالم وقد اعد لهذه السهرة برنامجا اعتمد بصورة خاصة على ابداعات الاخوة «ستروس» والموسيقار «فرانز لاهار» وروبرت ستولز» وقد كان مزيجا من المعزوفات المتراوحة بين «المارش» والقطع القصيرة والمطولة وبين الغناء الاوبرالي الذي ابدع فيه الثنائي «مارسيلا سارنو» و»جوكيم موزار» فالاولى هي من اشهر الاصوات التي تؤدي النوع الاوبرالي في اروبا وقد تخرجت من كبرى المدارس الموسيقية في برلين وفيانا وتشيكيا والثاني هو نجم اوركسترا فيانا الاول وقد قدم عروضه في اكبر مسارح اوروبا والولايات المتحدةالامريكية. ومع الفقرات الموسيقية قدم اوركسترا فيانا لوحات من الباليه منه عدد من الراقصين والراقصات وهي لوحات تحيلنا الى الموروث الشعبي للنمسا والدول المجاورة والتي تشبه الى حد بعيد الرقصات التقليدية التركية وبعض الدول الشرقية المجاورة لها. وبمناسبة هذه الحفل الموسيقى الكبير قدمت اوركسترا فيانا كذلك قطعة موسيقية من الحان المايسترو الشهير «فولن جيلناك» الذي توفي خلال هذه السنة بعد مرض قصير وقد سبق له ان قاد اوركسترا فيانا السمفوني ست مرات على مسرح الجم الاثري. وفي نهاية هذا الحفل لم ينس المايسترو «فولن بوزيك» قائد الاوركسترا تحية تونس من خلال عزف جوقة لقطعة من الحان الفنان الهادي الجويني «تبعني نبنيو الدنيا زينة» وكذلك معزوفة قصيرة للرحابنة تغنت بها المطربة الكبيرة فيروز. حفل افتتاح مهرجان الجم للموسيقى السمفونية مثل بحق التقاء للثقافات وخطوة بسيطة ولكنها عملية ومعبرة نحو مد جسور التعاون بين الشعوب من خلال الابداع لاسيما وقد كانت مداخيل هذا الحفل لفائدة صندوق التضامن الوطني.