كان حلم الكثيرين في مدينة الجم والمناطق المجاورة خاصةعشاق فن الزمن الجميل بالوقوف على ربى الماضي واستنشاق عطر «ريحةالبلاد» و«عمري للفن» و«جميل يا جميل»... و«عشرين سنة» وغيرها من الروائع الخالدة لعملاق الأغنية التونسية الفنان الكبير محمد الجموسي... والسفر لبعض الوقت على الأقل مع صوتين رقيقين تمثلان اكتشافا مهما للسعد الزواري ونعني نادية حداد وحنان المطيري... فرغم ان عرض المائوية يستحق الحضور في الجم لقيمته اولا ولسحر المكان الذي سيقدم فيه ألا وهو القصر الاثري، لكن... فكانت المفاجأة التي نعتبرها جميلة واختيارها موفقا الى أبعد الحدود لفنانة شابة بدأت تشق طريقها بثبات ولديها الجديد حيث أهلها للحضور بقوة في عديد المهرجانات الكبيرة مثل قرطاجوبنزرت وسوسة والمنستير، والجم... فمن أجل خلق توازن بين السنفوني والايقاعي وفي اطار العروض التنشيطية اعتمدت هيئة مهرجان الجم برمجة ثرية تناسب أذواق الجماهير المتعطشة لسهرات راقية وذات طابع شبابي سيكون الموعد في الثاني من أوت مع نجمة «ستار أكاديمي» الفنانة أماني السويسي التي بات الجمهور في الجم وعدد من الجهات في شوق كبير لرؤيتها وتمضية أحلى اللحظات الرومنسية المنعشة وهم يستمتعون بأجمل ما غنت أماني... «وين»... «أنا مش ملاك»... «توحشتك»... «سيد الناس» كما سيكون للكوكتيل التونسي نصيب في هذه السهرة الى جانب بعض الاغاني لكل من صباح، وليلى مراد، ووردة. وفق ما صرحت به «للشروق» ومن المنتظر أن تضفي أماني السويسي بسحرها وحلاوة صوتها على مسرح الجم الروماني مسحة من حلم الستين، وبالتالي فإن نجاح الحفل فنيا وجماهيريا بدأت تتضح رؤاه قبل موعده لاعتبارات عدة لعل من أبرزها رغبة الجمهور الملحة في متابعه عرض أماني والاستمتاع بأجوائه... لكن يبقى ذلك رهين استعداد نجمة «الستراك» خاصة بعد الفشل الذي مني به حفلها في بنزرت. زنجيات البلوز وثقافة أخرى ومن مفاجآت الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية وسعيا من السيد مبروك العيوني بأن يكون المهرجان نافذة مطلة على مختلف الثقافات العالمية المتنوعة، من ذلك الموسيقى الهادفة حيث تم تخصيص عرض للمولعين بانغام البلوز يوم 5 أوت هذه السهرة التي ستؤثثها حسناوات سمراوات أشهر سيدات هذا النوع من الموسيقى في الولاياتالمتحدةالامريكية، وقد قيل الكثير عن عرض السيدات الثلاث حتى باتت الجماهير في شوق اليه نظرا لما يتمتعن به من اشعاع في جميع اصقاع العالم أكدته الحفلات التي أحيينها في عدد من العواصم الاوروبية وجميعها لاقت نجاحا وفق ما ذكرته صحيفة «لوس أنجلس» وهو ما يعني ان حفيدات «هاري توبمان» سيصنعن فرحة جديدة للزنوج بعد بربرا هندريكس. نجاحات متتالية سهرة الافتتاح التي أثثتها الفنانة والعازفة التونسية ياسمين عزيز بمصاحبة فرقة الرقص لأوبيرا فيينا كانت تابعة بكل المقاييس سواء على مستوى التنظيم او الاقبال المنقطع النظير للجماهير، فما ميز هذا العرض تلك المعزوفات الوجدانية والتقاسيم الانسانية التي قدمتها ياسمين بعنوان «شجن» حيث قوبلت بتصفيق حار وحار جدا... وما زاد في سحر هذه اللوحة الموسيقية العجيبة ذلك التناسق الكبير والفريد من نوعه بين أشجان ياسمين عزيز وأناقتها الفنية المبهرة فكانت اضواء الشموع تلألأ على صفحة وجهها الملائكي ليتحول المشهد في لحظة الى كساء رائع من حدائق البهجة... ثم كان عرض الاوركستر السمفوني التونسي فأسعد الحضور بمقطوعات رائعة وجميلة... حيث أكد الاستاذ سليم سليمان الذي عوض المايسترو أحمد عاشور أنه قادر على انجاح الحفل... وأن لمسات سيد أحمد لن تغيب، ولن تغيب صورة هذا المبدع الجليل... عرض امتزجت فيه الفرجة بالدموع... كلا، لقد افتقدنا المايسترو ووقوفه في باحة قصر الجم... «ربّي ان شاء ا& يشفي لنا أستاذنا... آمين...» على صعيد آخر وللمرة الرابعة على التوالي يحضر بيننا الاوركسترا الوطنية الجزائرية وللمرة الرابعة أيضا يتزامن عرض الاشقاء مع احتفالنا بعيد الجمهورية فكانت نسائم جزائرية فواحة مليئة بشذى الحنين الى تراث جزائرنا العريق... الى عمق المحبة الصادقة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين... عناق أخوي ترجمته تحايا فاطمة زيواني وزملائها... الىأهالي الجم، الى التونسيين في كل شبر من أرضنا الحبيبة. اقتراح «الشروق» والصدى الطيب كان الاقتراح الذي توجهت به «الشروق» في عددها الصادر يوم الاحد 18 جويلية الماضي الى هيئة مهرجان الجم بضرورة التفكير في زيارة صديقنا الموسيقار أحمد عاشور الذي يمرّ بفترة صعبة حرجة وبالتالي الاطمئنان على صحته حيث أكد لنا السيد مبروك العيوني بأن ذلك سيحدث... فمزايا المايسرو على الجم ومهرجانهالا تحصى، وبخصوص مقترحنا حول اعطاء الفرصة للاوركستر المسفوني التونسي بافتتاح مهرجان الجم الدولي، فإن الفكرة سيقع تبنيها ودراستها خاصة أن حفل الافتتاح تساهم فيه عديد الاطراف والهياكل.