بهذا العدد يدخل «شروق الابداع» سنة جديدة هي الثانية في صيغته الجديدة التي تحاول أن تستجيب لمختلف مكوّنات الحياة الثقافية وأجيالها. وفي السنة الجديدة يسعى «شروق الابداع» الى أن يكون فضاء للحوار وللجدل الذي يحرّك سواكن الحياة الثقافية ويعمّق خطابها بعيدا عن صراعات الديكة وثقافة النميمة التي لا تنشر إلا الاذى والتشنّج في حين أن الحياة الثقافية تتسع لكل النجوم ولا داعي لهذا التشنّج الذي نقرأ أصداؤه على صفحات الصحف التونسية. ففي العام الجديد أرجو أن تتجاوز حياتنا الثقافية مأزقها في إنتاج خطاب نقدي متفاعل مع ما ينشر في الشعر والرواية والقصة وما ينتج في المسرح والسينما والفن التشكيلي. فهذا الموسم الي ندخله نرجو أن يكون على مستوى عال من النقد والجدل لأن ما يبقى هو المكتوب لكن للاسف فإن حياتنا الثقافية في نسقها اليومي مازالت لم تنخرط في المكتوب ولم تتجاوز النقد الشفوي الاقرب الى التشنج وغياب الموضوعية وإهمال المواهب التي يقتلها اليأس واللامبالاة فكم من كاتب أصدر كتبا دون أن يثير اهتمام أحد سلبا أو إيجابا وهو ما يعني عمليا سقوطه في اليأس واللامعنى. فعلى أبواب العام الجديد أرجو أن تتحوّل الساحة الثقافية الى حديقة للاختلاف والحوار بعيدا عن الخلافات والمعارك الهامشية التي لا تضيف شيئا بقدر ما تبعث في القلب الكثير من المرارة والاسى. فهل تكون السنة الجديدة بداية جديدة لحوار أدبي ونقدي حقيقي؟