لطفي الشابي ...وكتاب عن الشابي ... لطفي الشابي احتضن ابا القاسم ... رعاه اَمن بحرفه وعاش متمثلا خطواته وما أقدم عليه ... «ما لم يقله الشاعر» العنوان يبعث على الفضول والغوص في مسكوت عنه او صفحات مجهولة ... الجنس الأدبي طريف لم يبق سجين شكل بل اتخذ اشكالا متعددة صال خلالها الكاتب كما شاء وتجوّل في الزمان والمكان وجمع الاحياء بالموتى وافترض حوارات وشكل عوالم متناقضة سرد وحلّل وعلل وداعب اللغة وكشف وشرّح بل وفتح ملفات جانبية للراهن الثقافي موجّها سهام نقده نحو بعض المظاهر التي تسيء للحركة الثقافية وخاصة للحركة الشعرية ولأباطرة «تقديم السّعر (بالسين) على الشعر!» فصل اثر الشاعر كان الفصل اللاذع الذي تحدث عن الشعراء الذي «يتناسلون» حتى يخيّل اليك أن لكل مواطنين شاعر بل انه تحدث عن «المتكسبين» الذي يخونون «روح الشعر» ويتاجرون به ويتمعشون منه» (ص 132). ويبحر (الشابي المؤلف) في الحديث عن بعض الممارسات القبيحة التي لا يقرها (الشابي الشاعر) ويتعرض لبعض ممارسات مديري المهرجانات منتقدا مثل انتقاده ظواهر اخرى ... تعددت الأجناس الأدبية في ما لم يقله الشاعر وتعددت الاغراض لكن الوفاء للشاعر كان خيطا رابطا مع احساس يطفو احيانا اننا نتماهى سيرة شاعر ظل بعض الشعراء يتذمرون منه ميتا وهو الذي لم يعمّر كثيرا ولعل الشيء الواضح والمؤكد ان الشابي المؤلف قد انفق وقتا كثيرا في دراسة تفاصيل حياة الشاعر وتتبعها وهناك اشارات كثيرة تدعم هذا المعنى مثل بسطه للمجلدات الستة وبعض الكتب الأخرى وايضا تلك التفاصيل المدهشة التي صرّح هو بها وبعضها حميمي مثل الجوانب الصوفية لدى الشابي واعترافه بانه كان شيخ طريقة قبل التحاقه بجامع الزيتونة ... كما كشف المؤلف عن قصة العشق الكبير للشابي وسرّه الدفين ... وما يحسب للكتاب فضلا عماتضمنه من تتبع لسيرة الشاعر هو تلك التفاصيل من جهة وايضا الاسلوب الذي راوح بين البحث عن روح الشاعر التي بعثها الكاتب وفق عملية تخييلية.