مدرسة ابن الجزار الرحبة بمدينة القيروان من أقدم المدارس الابتدائية يعود تأسيسها إلى عام 1968 وتشتهر بموقعها الاستراتيجي بما يعرف قديما بالرحبة التي تضم محلات تجارية متعددة الاختصاص كما تقع عند نقطة عبور شديدة الحركية. هذه المدرسة ولئن تخلصت من صداع سوق الخضر الذي تدخلت بلدية المدينة لنقله إلى مكانه الطبيعي، فإنها لم تتمكن بعد من التخلص من تبعات موقعها المتميز وسط المدينة، ومن أذى جيرانها فتواصلت معاناة التلاميذ من حالة تكدس الأوساخ على جدار المدرسة بل وقبالة الباب الجانبي للمدرسة وهو الباب الذي كان من المفترض أن يكون مدخل الإطار التربوي الذي غمرته أكداس فضلات البناء التي يرجح أن تكون تجري داخل المدرسة. ويبدو أن بلدية القيروان ينتظرها عمل شاق آخر يضاف إلى مسؤولياتها الكبيرة في مواجهة بعض السلوكيات غير «المنضبطة» إذ لا يعقل أن تتواصل أكداس فضلات باعة الملابس القديمة «الفريب» الذين ينتصبون صباحا وخصوصا يوم الأحد ثم يغادرون ويتركون أكداسا من الملابس يبدو أنها لا تصلح بعد أن عدل عنها الحرفاء. وإلى ذلك فإن المدرسة محاصرة من جانبها الأيمن ببعض المحلات والفضلات ومن خلفها ينتصب باعة تعلو أصواتهم فوق أصوات المدرسين ومن جانبها الأيسر ما سبق وصفه لتبقى الواجهة الأمامية للمدرسة وهي ليست في مأمن من حركة المرور المتواصلة. وللإشارة فإنّ هذه المدرسة تقع مباشرة خلف مقر معتمدية القيروان الشمالية وعدد من المؤسسات الإدارية والخاصة (منها نزل فاخر)، وينتظر أن تصل قافلة العناية الكبيرة والالتفاتة التي ما فتئت السلط الجهوية وإدارة التربية والتكوين توليانها للمؤسسات التعليمية والأكيد أنه من حق التلاميذ في بيئة سليمة ومحيط مدرسي نظيف حتى يواصل إنشاد «أحبك يا مدرستي» في انتظار مشروع مدرسة الغد وحصد نتائج أفضل.