قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ان موقف الكيان الاسرائيلي من عملية السلام وموقف «حماس» من مسار المصالحة دفعاه الى التفكير في الاستقالة من منصبه لكن «حماس» ردّت على لسان احد قادتها بأنه لن يأسف اي احد على اعتزال «أبي مازن».. وكان عباس قد أعلن رسميا الخميس الماضي عدم رغبته في الترشح للرئاسة في الانتخابات القادمة.. اتهامات وفي تصريحات له أطلقها من مدينة الخليل قال عباس ان اسرائيل لا تريد السلام وتحاول تحويل القضية من أرض محتلة الى أرض متنازع عليها. وأضاف «إن الحرم الابراهيمي لنا وليس لأحد آخر.. الخليل كلها لنا... كما ان القدس والأقصى وكنيسة القيامة لنا.. وهي عاصمتنا». وتعليقا على ملف المصالحة قال عباس «إن حماس لا تريد المصالحة وتسعى الى تكريس إمارة الظلام في غزة»، حسب قوله. من جانبه صرّح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس بأن عباس يمكن ان يستقيل اذا فشلت الجهود الأمريكية لتحريك عملية السلام مع اسرائيل.. وقال عريقات في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية ان الرئيس لا يناور بل هو غير متمسّك بمنصب الرئاسة ولن يبقى رئيسا لمجرد ان يكون رئيسا. وأضاف: «إذا اعتقدت اسرائيل انها ستدمّر فكرة الدولة فهو (عباس) في غنى عن هذا المنصب.. لكن ما أقوله هو رأيي الشخصي اذ ان عباس لم يبلغ حتى الآن اي مسؤول فلسطيني بالخطوات القادمة التي ينوي اتخاذها.. وأكد ان عباس لا يريد ان يبقى رئيسا لمجرد الاحتفاظ بلقب الرئيس بل يريد ان يكون رئيسا لدولة فلسطين لأن الشعب الفلسطيني انتخبه رئيسا لمشروع دولة فلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية. وأشار عريقات الى انه لن تكون هناك مؤسسات للسلطة لا رئاسة ولا وزارة في حال استقال عباس. وأكد مسؤول فلسطيني طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة الأنباء الفرنسية ان الخطوات المقبلة التي ينوي الرئيس اتخاذها هي الاستقالة من منصب الرئاسة.. وحذّر من أن السلطة ستنهار ولن تكون هناك مؤسسات حكومية فلسطينية ولن يكون هناك داع الى حل السلطة في حال أقدم عباس على هذه الخطوة.. مناورة سياسية في المقابل علّق محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» على قرار عباس الاستقالة مشيرا الى ان المناورة السياسية لا تصلح مع شخصية أبي مازن لأن المناورة السياسية قد تصلح مع شخصية محبوبة لها شعبية كبيرة يمكن ان تخرج الجماهير لتطالبها بالعودة. وأضاف: أعتقد ان تجربة تنحّي الرئيس عبدالناصر بعد حرب ال 67 تجربة مماثلة حيث انه عندما تنحى خرجت الجماهير لتطالبه بالعودة لأنه كان رجلا محبوبا لكن عباس يحاول ان يصنع مظاهرات هنا او هناك يشارك فيها العشرات. وقال الزهار ان عباس لن يأسف عليه أحد إذا ذهب لأنه لم يأت بشيء إلا محاولة الانقلاب على الشرعية التي جاءت بانتخابات نزيهة وجاءت ب «حماس» فكانت النتيجة ان انهزم فيها..