في لقاء ضمّ جراحين وأطباء أغلبهم مختصون في التوليد قدمت كاتبة الدولة للصحة العمومية مساء أول أمس جائزة «بيار» للبحث العلمي في تونس للدكتور «معز قدوز» من قسم النساء والتوليد بمستشفى عزيزة عثمانة بالعاصمة عن بحثه المتعمق في جراحة المثانة (شكارة البول) وسقوط المثانة وإعادة رفعها بغشاء اصطناعي. وجاء حفل التكريم إبّان المؤتمر التاسع عشر للجمعية التونسية لأمراض النساء والتوليد الذي انعقد مؤخرا وعلى مدى 3 أيام بالعاصمة، حيث تبادل الحضور من الأطباء والمختصين سواء من تونس أو فرنسا والمغرب وبيروت والجزائر ونواق الشط خبراتهم في هذا الاختصاص من حيث نوعية الأمراض المستجدّة وعلاجها وطرق التعامل معها. وخلال المؤتمر لم تنس الجمعية التي يترأسها حاليا الدكتور فتحي زهيوة أن تنعى أحد الرؤساء السابقين وهو الأستاذ عبدالحميد قوبعة في ذكرى وفاته. غشاء اصطناعي وأعلنت «بيار» عن اسم فائزها بالجائزة الأولى للبحث العلمي لهذا العام وهي للدكتور معز قدوز عن بحثه المتميّز حول سقوط المثانة وفي تصريح ل«الشروق» تحدث الدكتور معز قدوز عن هذا المحور الذي اعتبره مهما جدّا وكيف تطورت الجراحات لتصل إلى مرحلة الاعتماد على الغشاء الاصطناعي مفسّرا الأمر بكونه له علاقة مباشرة بسقوط المثانة أو بمعنى أوضح حالة سقوط «شكارة البول» عند المرأة التي تعود بحسب تشخيصه إلى عدة أسباب إلا أنها لا ترتبط بالسن عند المرأة ويمكن أن تصيب فتاة في العشرين وهنا يحدث التدخل الجراحي العادي لرفع المثانة وإعادتها إلى مكانها الطبيعي. وأضاف الدكتور معز قدوز أن الأبحاث اليوم بأوروبا متواصلة ومستحدثة لمتابعة التدخل الجراحي الجدي وهو تركيب غشاء اصطناعي يرفع ويعيد المثانة إلى مكانها عوضا عن التدخل الجراحي العادي الذي يمكنه أن لا يحلّ المشكل إلا وقتيا قد يحتاج بعدها المصاب بسقوط المثانة إلى إعادة التدخل الجراحي مجددا وأوضح الدكتور معز أن هذا الغشاء الاصطناعي شكل في بداية العمل به خوفا لدى الأطباء من خطر رفض الجسم له من جهة ومساهمته في التعفن من جهة أخرى إلا أن البحوث المتواصلة لتحديث التقنيات المتعامل بها مع هذا الغشاء فسحت المجال لتقييم دائم ومتواصل وأن كل البحوث التي تجرى تجد الاهتمام من طرف المختصين في هذا المجال في العالم. 70 امرأة خضعن لها وذكر في خضم حديثه الدكتور «معز قدوز» كيف أن سبعين امرأة خضعن للتدخل الجراحي بتركيب الغشاء الاصطناعي لرفع المثانة وذلك بقسم التوليد بمستشفى عزيزة عثمانة وأن 3 حالات فقط اشتكين من مضاعفات خفيفة في حين أن الأمر كان جيدا مع البقية مشيرا إلى أن عملية المراقبة التي تواكب تركيب هذا الغشاء تمتد إلى 3 سنوات تكون فيها المرأة تحت المراقبة الطبية لفترات متباعدة.