حذّر رئيس حزب الأمة السوداني الصادق المهدي من وجود عدد من القضايا القابلة للاشتعال في السودان، معتبرا أنها ستشعل الحرب مجددا بين الشمال والجنوب. فيما استبعدت مصادر ديبلوماسية سودانية إمكانية انفصال الجنوب. وهدد الصادق المهدي في مداخلته في ندوة الجمعية الافريقية في القاهرة بأن الحرب إذا تجددت الآن في السودان فسوف تكون مختلفة كثيرا عن سابقاتها الثلاث. بين الدولتين وفي إطار تهديداته قال رئيس حزب الأمة السوداني إن الجنوب سيدخل الحرب كدولة مضيفا انه «كما سيدخلها مع الطرفين قوات داخلية وخارجية متحالفة وسوف تشمل كل مدن الشمال والجنوب وستكون لها أبعاد قارية ودولية»، على حد تعبيره. وأكد المهدي أن محاولات الخروج من هذه الازمات الحالية التي تجري عبر اللقاءات الثنائية في الخرطوم وفي الدوحة «عقيمة». وأوضح أن «الصحيح هو عقد قمة سياسية تضم أحزاب الأمة والاتحاد الوطني والحركة الشعبية والمؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي وممثل لجبهة الشرق وحركة تحرير السودان الموجودتين بالسلطة. واشترط المهدي أن يتم اختيار اثنين «رجلا وامرأة يمثلان المجتمع المدني من أجل دراسة تحقيق التراضي الوطني الشامل... اجتماعا تباركه دول الجوار والاسرة الدولية» محذرا من أنه دون ذلك سيواجه السودان «الطوفان». الانفصال مستبعد؟ ومن جانبها أكدت مصادر ديبلوماسية سودانية صعوبة تحقيق انفصال الجنوب عن شمال البلاد وذلك رغم تعدد التصريحات من المسؤولين الجنوبيين التي تؤكد سعي الحركة الشعبية الى تحرير السودان لفك الارتباط عن الشمال. واستند الديبلوماسيون الى مجموعة من العوامل وفي مقدمتها التداخل السكاني بين مناطق الشمال والجنوب إضافة الى افتقار الاخير للخبرات والموارد التي تؤهله الى إدارة دولة منفصلة. وشككت المصادر في قدرة الحركة الشعبية التي تحكم الجنوب منذ 2005 على إدارة دولة منفصلة لعدم توافر البنى التحتية التي تؤمن استمرارية أي دولة مستقلة. ويضاف الى ذلك عجز الحركة التي تعاني حسب قولهم من انتشار الفساد في مؤسساتها عن تقديم الخدمات الاساسية لسكان الجنوب بفعل استنزاف مواردها من العائدات النفطية والمساعدات الدولية على الجيش كرواتب.