أوصت دراسة استراتيجية اسرائيلية حكومة تل أبيب باستخلاص العبر من حرب لبنان الماضية متوقّعة أن تخسر اسرائيل المواجهة القادمة المحتملة مع «حزب الله» في حال لم تستوعب نتائج حرب لبنان الثانية والحرب الاخيرة على غزة. وتقول الدراسة إن نتائج حرب لبنان الثالثة لن تختلف عن نتائج حرب لبنان الثانية رغم استخلاص دروس كثيرة ورفع جاهزية الجيش وزيادة مناعة الجبهة الداخلية وأن تفسير ذلك مرتبط بنجاح «حزب الله» في زيادة قوته وجاهزيته وحيازته على عدد أكبر من الصواريخ وأبعد مدى علاوة على بنائه خطوطا دفاعية في المناطق السكنية معتبرة أن ذلك يمنحه مزايا تكتيكية هامة. وحدّدت الدراسة جملة استنتاجات ودروس من تجارب الماضي مشيرة الى ضرورة الموازنة بين توقعات المستوى السياسي والرأي العام والصحافة من الحرب وبين القدرات الحقيقية للجيش... وشدّد صاحب الدراسة الجنرال في جيش الاحتياط الاسرائيلي غيورا آيلاند على حيوية تعريف أهداف الحرب كي لا تنشب مشاكل على غرار ما جرى في الحربين الاخيرتين على لبنان وغزة. ويقول آيلاند الذي دأب في دراساته على توجيه الانتقادات ل «ظاهرة الارتجالية» لدى صنّاع القرار في تل أبيب إنه كان على اسرائيل تحديد هدفها في الحرب الثالثة على لبنان بأنه إما توجيه ضربة قصيرة وموجعة لردع العدو أو تدميره بالكامل بحملة برية واسعة». وتابع: «إن قرارا جاء في الواقع مختلفا... لنخرج الى الحرب ولنر ماذا سيحدث... وهكذا في الحرب على غزة العام الماضي كانت الصورة غير واضحة». ويدعو آيلاند في هذا الاطار الى تنسيق حقيقي بين المستويين السياسي والعسكري خلال الحرب ومعرفة محدودية القوة داعيا الى ضرورة الاستثمار من أجل استعداد عسكري دائم بالتدريب وتخزين السلاح والعتاد... واعتبر أن اسرائيل خرجت الى حرب لبنان الثانية دون تحضير وجاهزية بخلاف حرب لبنان الاولى عام 1982 التي خططت لها طيلة عام... وعلى عكس مواقف خبراء اسرائيليين آخرين يرى آيلاند أنه بوسع اسرائيل إدارة القتال في مناطق سكنية مزدحمة دون فرض قواعد لعبة العدو عليها... ويستدلّ على ذلك بالاشارة الى تجربة الحروب الثلاث الاخيرة... ويعتبر آيلاند أن حرب المدن تمنح اسرائيل نوعين من الربح أولهما تحقيق الانجاز العسكري كما حصل في عملية «السور الواقي»... أما الربح الثاني فيكمن في تأليب المدنيين على ما أسماه «الارهاب»...