تؤكد كل المعطيات التاريخية على متانة العلاقة التي تربط بين الجزائروتونس خاصة بعد توحد نضال الشعبين ضد الاستعمار الفرنسي المقيت منذ أحداث ساقية سيدي يوسف سنة 1958. ولكن ذلك لا يقلل من متانة العلاقات التونسية المصرية سواء على مستوى المبادلات البينية أو حتى في المجال الفني والرياضي. وقد جاءت مقابلة المنتخبين الجزائري والمصري لتكشف مدى تفاعل الشارع التونسي مع هذه المقابلة. «الشروق» نزلت إلى الشارع الرياضي فكانت الآراء كالتالي: مفيدة خميلي: «الدم التونسي اختلط بالدم الجزائري».. «سعدت كثيرا لانتصار المنتخب الجزائري بغض الطرف عمّن كان منافسه وذلك بالنظر إلى العلاقات الأخوية التي تربط تونسبالجزائر. فالدم التونسي اختلط بالدم الجزائري منذ أحداث ساقية سيدي يوسف عام 1958 لقد عوض الجزائريون تلك الروح الانتصارية التي افتقدها منتخبنا الوطني ضد الموزمبيق ولا بدّ من النسج على منوال المنتخب الجزائري والتعاقد فورا مع مدرب تونسي دما ولحما لعله يعيد الهيبة المفقودة وحذار من اتباع سياسة اللاعبين الناشطين خارج حدود الوطن الذين لا يبحثون سوى عن جني الأموال ولو كان على حساب الزي الوطني». معز بن عرفة: مجرد مقابلة في كرة القدم.. «أظن أنها كانت مجرد مقابلة في كرة القدم على عكس ما تحاول بعض وسائل الإعلام ترويجه وباتت شبيهة بالحرب فمصر والجزائر دولتان عربيتان ولا أعتقد أن مقابلة في كرة القدم قادرة على تعطيل العلاقات المتجذرة بين البلدين لذلك كمواطن تونسي أقول مبروك للمنتخب الأجدر بالترشح». بغدادي بغدادي (مواطن جزائري): علاقتنا بمصر أقوى من أن تهدمها مقابلة رياضية «منذ أن نهضت من النوم في ساعة مبكرة وأنا أردد الأغاني الوطنية الجزائرية إنني حقا فخور بالانتساب إلى «بلد المليون شهيد» أظن أن منتخبنا كان الأجدر بالترشح إلى المونديال ولكن هذا لن يغير شيئا من علاقتنا المتجذرة والمتينة بالشعب المصري فنحن أشقاء ونشترك في الدين واللغة وأعتقد أن منتخبنا الوطني لم يكن يتفوق على نظيره التونسي سوى بالروح الانتصارية». مراد التومي: العلاقة التاريخية كانت حاسمة «الحقيقة أنني شجعت المنتخب الجزائري من كل أعماقي بحكم الروابط التاريخية والجغرافية القائمة بين الجزائروتونس هذا دون اعتبار الانحياز الواضح الذي أظهره المصريون تجاه منتخبنا وأطلت علينا فئة منهم بشتى عبارات الاستهزاء والسخرية بعد انسحابنا من المونديال». ماجري عثمان: الترشح كان للأجدر «تعاطفت مع المنتخب الجزائري الشقيق فهو شعب مناضل ومكافح في الوقت الذي كان فيه المنتخب الوطني التونسي (راقد بالنوم) وغابت عنا الروح «القتالية» التي ميزت الأداء الجزائري وبالنسبة لمصر فنقول حظا سعيدا في «الكان» لأنها تبقى دائما دولة عربية وإسلامية نفاخر بها مثلما نفاخر بكل شبر من بلادنا العربية والإسلامية». حبيب ساسي: الجزائريون عوضوا خيبة منتخبنا الوطني «أحسست براحة نفسية كبيرة بعد الانتصار الباهر للمنتخب الجزائري فهو كان بمثابة التعويض عن النكسة التي عاشها الشعب التونسي يوم السبت الماضي وأقسم أن هذا الانتصار أعاد نشاطي من جديد بعد تلك الخيبة التي مني بها فريقنا فكل تونسي شاهد المنتخب الجزائري يحس بأنه عثر على الهوية التونسية والروح الوطنية التي كانت مفقودة ضد الموزمبيق».