تألق النجم الرياضي الساحلي في الدارالبيضاء واحرز ترشحا كان به جديرا فبعد ان اخضع الوداد لإرادته في سوسة منذ اكثر من اسبوعين اعادها مرة ثانية وهزمه في ملعب محمد الخامس الذي شهد للنجم منذ خمس سنوات انتصارا افريقيا كان على حساب الرجاء. جماهير النجم الوفية التي تحوّلت الى الدارالبيضاء لم تكن تطمح في اكثر من الترشح بعد ان بلغها ان الوداد بدأ يستعيد عافيته في المنافسات المغربية ولم تكن تتمنى اكثر من التعادل فما بالك بالفوز يأتي من زملاء زبير بية بعد مباراة بطولية وهدف قاتل قضى على كل آمال زملاء هشام اللويسي وأخرج الوداد تماما من المباراة. في هذا اللقاء اعتمد المدرب عمار السويح خطة ذكية ترتكز على تمركز الدفاع وملء خط الوسط وتكليف كل من كامارا قانا وابياكور بتخفيف الضغط على الدفاع والوسط والقيام بهجمات معاكسة مثلت خطرا على مرمى الوداد وقد كان جليا ان النجم خطط لامتصاص اندفاع ابناء تيودوروف خلال الشوط الاول وهو ما كان لهم وتحقق بفضل يقظة الدفاع والحارس اوستين وخصوصا حسن استعدادات زبية بية الذي قدم شوطا اولا رائعا على جميع المستويات. في الشوط الثاني كانت تعليمات عمار السويح واضحة وهي الاحتفاظ بالكرة اكبر وقت ممكن ثم مباغتة المنافس من الاروقة وهي الخطة التي اثمرت هدفا رائعا سجله اوبياكور اثر هجوم معاكس وتصويبة يمينية صاروخية استقرت في الزاوية لمرمى الحارس المياغري. اثر هذا الهدف خرج الوداد تماما من المباراة وبدأت جماهيره في مغادرة الملعب اذ بات من المستحيل تسجيل اربعة اهداف وهي شرط الترشح في حين بدأت جماهير النجم تتبادل التهاني بالمرور الى الدور النهائي من الكأس الاندية الافريقية الفائزة بالكؤوس. هوامش حية من الرحلة - وصلت الحافلة المقلة الى ملعب محمد الخامس في حدود السادسة اي قبل بداية اللقاء بنحو ساعة ونصف. - احد احباء الوداد نزل قبل بداية اللقاء الى الميدان ووضع قرب المرمى بطة قيل ان انصار الوداد يتبركون بها.. - الطقس قبل بداية اللقاء وكامل صباح الاحد كان ممطرا في الدارالبيضاء وقد اثر ذلك على ارضية الميدان وعلى أداء الفريقين. - الطاقم الفني للنجم الموجود على بنك البدلاء كان متكونا من عمار السويح ورضوان الصالحي والفرنسي لوبيلو وجميعهم تفاعل مع المباراة بشكل لافت وكلي. - عثمان جنيح رئىس النجم كان الى جانب اللاعبين يوم اللقاء والى اخر لحظة قبل البداية وقد عمل جاهدا على تخفيف الضغط عنهم. - لاعبون قدامى من النجم تحوّلوا الى الدارالبيضاء وتابعوا المباراة ونخص بالذكر منهم محسن حباشة وعبدالسلام عظومة ومحمود كانون والحبيب عقيد. - المدرب الوطني السابق والمحلل الرياضي وابن النجم المخلص عبد المجيد الشتالي تحول الى الدارالبيضاء وتفاعل مع هدف اوبياكور بشكل يعكس مدى حب «مجدة» للنجم. - من الهيئة المديرة للنجم تحول الى الدارالبيضاء كل من الرئىس عثمان جنيح ونائبه عزالدين دويك والدكتور خالد النابلي ورشاد الصويد ومنذر الشلي. - ما ان اعلن الحكم عن نهاية المباراة حتى تهاطلت المكالمات على السيد عثمان جنيح وكلها من تونس مهنئة بهذا الترشح. - الشماريخ التي اطلقها جماهير النجم عند دخول اللاعبين الى الميدان واثر تسجيل الهدف كانت محل دهشة الاشقاء المغاربة. - الاحباء المعروفون كانوا في الموعد وكالعادة كانت «سالمة» حاضرة رغم ظروفها الصحية. - عمار السويح تلقى التهاني بعد المباراة وكان في غاية التأثر - زبير بية كان محل متابعة واهتمام من كل وسائل الاعلام المغربية وخصوصا بعد المباراة. - قبل اللقاء وقبل التحول الى ملعب محمد الخامس تجمعت جماهير النجم في وسط الدارالبيضاء قرب ساحة باب مراكش ورفعت الوان النجم وهتفت مما لفت انظار كل المارة وأحدث جوا طريفا في المدينة. - تكفلت هيئة الاحباء بتوفير التذاكر لمن رغبوا فيها من انصار النجم وقد كان عبد الستار بو آية كالعادة حريصا على حسن تنظيم وتأطير الجماهير. - الحارس اوستيني قام بعديد الحركات البهلوانية اثر نهاية اللقاء تحت انظار وتصفيق زملائه. - كان جليا ان اغلب احباء الوداد كانوا غير متفائلين بالنتيجة والدليل عدم الاقبال على ملعب محمد الخامس (10 آلاف متفرج فقط). - عديد طلبتنا بالمغرب تابعوا هذا اللقاء ومنهم من تحوّل من الرباط الى الدارالبيضاء لمشاهدة المباراة. ماذا قالوا عن اللقاء السيد عثمان جنيج رئيس النجم: انه انتصار العزيمة والانضباط اتى في وقته ليضعنا مرة أخرى في دور نهائي افريقي انطلاقا من الدارالبيضاء التي رفعنا فيها ألقابا سابقة وانا فخور بهذا الانجاز الذي حققه فريقي وكذلك بالشرف الذي طال كرة القدم التونسية بتألق فريق منها. اشكر الجمهور الذي ساندنا وسنشرع في العمل للظفر باللقب. تيودوروف ممرن الوداد: كنا نستحق الانتصار في هذا اللقاء ولكن النجم عرف كيف يتحكم في نسق المباراة وكيف يمتص اندفاعنا وعموما فأنا راض عن أداء فريقي الذي هو في تحسن متواصل وسنشرع في الاعداد لمرحلة جديدة اما النجم فهو فريق كبير ويستحق ترشحه. زبير بية: خططنا لكي لا يسجل الوداد في الشوط الاول وهو ما تم فعلا وادخل الشك في صفوف المنافس ثم كان الشوط الثاني الذي امتصصنا فيه ضغط الوداد ثم فاجأناه بهدف قاتل انهى كل شيء . هشام اللويسي: كنا نستحق الانتصار او التعادل على الاقل ولكن تلك هي الكرة والنجم فريق كبير يعرف كيف يخرج من المباريات الكبرى منتصرا. انتصار العزيمة عندما قال عثمان جنيح رئىس النجم في اعقاب اللقاء انه «انتصار العزيمة» كان يدرك وهو في قمة السعادة والتأثر ان العزيمة هي التي حققت وتحقق كل الانتصارات فالرجل عرف الميادين كلاعب وحقق مع النجم عديد الألقاب الوطنية ويعرف ان العزيمة سلاح كل من يطمح للنجاح لذلك كان انتصار النجم في الدارالبيضاء بالذات وعلى احد اكبر الاندية المغربية لم يكن ليتحقق لولا العزيمة، عزيمة اللاعبين وعزيمة الاطار المسيّر والاطار المشرف فنيا وكذلك عزيمة ذلك الجمهور الوفي الذي تحول الى الدارالبيضاء وفيهم من هو غير قادر ماديا على دفع ثمن تذكرة السفر ولكنهم رغم ذلك سافروا وساندوا فريقهم الى اخر لحظة من اللقاء لكل هذا فإن عثمان جنيح لم يقل انه انتصار العزيمة لمجرد الادلاء بتصريح عادي في نهاية اللقاء وانما اختار اللفظة المناسبة للموقف تماما وفعلا انه انتصار العزيمة. بية الرائع كان فوق الميدان القائد والأخ الأكبر لرفاقه وكان في نفس الوقت محط انظار الجمهور التونسي وكذلك المغربي ووسائل الاعلام المتابعة للقاء وكذلك محط انظار لاعبي الوداد الذين حاولوا شل حركته ولكنه وخصوصا خلال الشوط الاول كان صمام الامان لزملائه فكلما كانت الكرة بحوزته كلما كان الاطمئنان كاملا فإما ان يمرّر بكل دقة ليصنع الخطر واما ان يتحصل على مخالفة ويضع منافسه في الخطإ. وفي نهاية اللقاء كان زبير رائعا كالعادة اذ عرف كيف يجعل فريقه يحافظ على تفوقه ويجعل المنافس يفقد تركيزه تماما. هذا تلفظه الذاكرة جمهور النجم وفي ومتحمس ومندفع ويعشق الانتصارات وهو في مجمله جمهور «ذوّاق» ويعرف كيف يحافظ على سمعة فريقه ولكن قلة قليلة تحسب على هذا الجمهور لابدّ من تحديد تصرفاتها ووضع الخطوط الحمراء امامها وخصوصا اذا تعلق الامر بلقاء خارج الحدود لذا فإننا نهمس الى السيد عثان جنيح بأن يولي امر تأطير الاحباء كل عناية لاسيما ان الهيئة المديرة للنجم معززة برجال من امثال الشتيوي بن ميم قادرة على تأدية هذه المهمة.