حول تجربة المسرح العماني قدمت شهادتها وفي إطار أيام قرطاج المسرحية حضرت كباحثة وناقدة مسرحية... حلمت بهذا المهرجان فتحقق حلمها وشاركت في فعالياته لأول مرة. وحول المسرح العربي بصفة عامة والتونسي بصفة خاصة قدمت لنا بعض التحاليل. هي الناقدة المسرحية العمانية عزّة القصابي التي التقتها «الشروق» وكان لنا معها الحوار التالي: كناقدة مسرحية كيف ترين هذه الدورة ال 14 من أيام قرطاج المسرحية؟ لأول مرة أحضر هذا المهرجان وأنا سعيدة جدا بمشاركتي كباحثة وناقدة مسرحية. وسمعت كثيرا عن هذه الايام وحلمت بزيارتها وأخيرا تحقق الحلم وحضرت بدعوة رسمية من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث. وبصراحة وجدت تنوّعا في العروض وأعجبت كثيرا بتنوّع المدارس المسرحية التي أصبحت تستهدف جسد الممثل كعنصر أساسي وهذا ما يعطينا كنقاد مجال أكثر كي نقارن التجارب العربية بالتجارب الاجنبية. كيف تقيّمين المسرح العربي إذن، وهل هو بالفعل مسرح بلا حدود؟ فعلا هو مسرح بلا حدود ولا قيود رأيته قريبا من الاوبرات والسرك لقد خرج عن المألوف والتقليد. وهل أن العروض العربية التي شاهدتها نابعة من الهوية وتتضمن رسالة؟ هناك بعض العروض الخالية من أية رسالة هي فقط مجرد عروض فنية سطحية لا غير في المقابل شاهدت بعض الاعمال التونسية والاردنية ركزت على القضايا العربية وجعلتها محور اهتمامها، مثل قضية تقسيم القدس والاحتلال والخلافات الفلسطينية الداخلية. عروض تحمل قضايا حية نابضة من الشارع العربي. وكيف بدا لك المسرح التونسي؟ شاهدت بعض العروض التونسية في هذه الدورة ومن قبل في القاهرة مثل «حراس المدينة» ولاحظت مدى نضج التجربة التونسية لكن للأسف وسائل الاعلام الشرقية غيبت عنا المسرح التونسي، كذلك مشكلة التسويق واللهجة حالت دون وصول الفن التونسي إلينا. تحدثت منذ قليل عن بعض العروض العربية الخالية من أية رسالة، أين يكمن الخلل حسب رأيك؟ المسرح العربي يعاني العديد من المشاكل أهمها المادية التي تحول دون تطوير الفنان لاعماله وتسويقها الى العالم العربي ثم الغربي وهذا لن يتحقق إلا بالدعم من طرف الجهات الحكومية والمؤسسات الثقافية. وكيف يبدو لك المشهد الثقافي العربي؟ يعاني العديد من التحديات وأهمها المادية مثلما ذكرت من قبل، الفنان العربي يعيش الهم الثقافي فلابد من تركيز جهات ترعى شؤون المثقف وتبحث في قضاياه وطموحاته وتخرج بتوصيات تحاول أن تنقل واقعه وتدعيمه من خلال وضع صندوق يدعم المثقف ويحقق به الأمن المعيشي والصحي ووضع بنود تحافظ على حقوقه...